responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 389

و الخيل تعلم و الفوارس أنّني‌

فرّقت جمعهم بصربة فيصل‌

إذ لا أبادر في المضيق فوارسي‌

أو لا [1] أوكّل بالرّعيل الأوّل‌

إن يلحقوا أكرر و إن يستلحموا

أشدد و إن يلفوا بضنك [2] أنزل‌

حين النزول يكون غاية مثلنا

و يفرّ كلّ مضلّل مستوهل [3]

و الخيل ساهمة الوجوه كأنما

تسقى فوارسها نقيع الحنظل‌

/ و لقد أبيت على الطّوى و أظلّه‌

حتى أنال به كريم المأكل‌

/ عروضه من الكامل. غنّت في الأربعة الأبيات الأول و البيت الثاني عريب خفيف رمل بالبنصر من رواية الهشاميّ و ابن المعتزّ و أبي العبيس.

«الحتوف»: ما عرض للإنسان من المكاره و المتالف. «عن عرض» أي ما يعرف منها. «بمعزل» أي في ناحية معتزلة عن ذلك. و «منهل»: مورد. و قوله: «فاقني حياءك» أي احفظيه و لا تضيّعيه. و «الضّنك» الضيق. يقول: إن المنيّة لو خلقت مثالا لكانت في مثل صورتي. و «المنصب»: الأصل. و «المنصل»: السيف، و يقال منصل أيضا بفتح الصاد. و أحجمت: كعّت [4]. و «الكتيبة»: الجماعة إذا اجتمعت و لم تنتشر [5]. و «تلاحظت»: نظرت من يقدم على العدوّ. و أصل التلاحظ النظر من القوم بعضهم إلى بعض بمؤخر العين. و «الفيصل»: الذي يفصل بين الناس.

و قوله: «لا أبادر في المضيق فوارسي» أي لا أكون أوّل منهزم و لكني أكون حاميتهم. و «الرعيل»: القطعة من كل شي‌ء. و «يستلحموا»: يدركوا [6]. و المستلحم: المدرك؛ و أنشد الأصمعيّ:

نجّى علاجا و بشرا كلّ سلهبة [7]

و استلحم الموت أصحاب البراذين‌

و «ساهمة»: ضامرة متغيّرة، قد كلح [8] فوارسها لشدّة الحرب و هولها. و قوله: «و لقد أبيت على الطوى و أظله». قال الأصمعيّ: أبيت بالليل على الطّوى و أظلّ بالنهار كذلك حتى أنال به كريم المأكل أي ما لا عيب فيه عليّ، و مثله/ قوله: إنه ليأتي عليّ اليومان لا أذوقهما طعاما و لا شرابا أي لا أذوق فيهما. و الطّوى: خمص البطن، يقال: رجل طيّان و طاوي البطن.

أنشد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيتا من شعره فود لو رآه‌

: و أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا ابن عائشة قال:

أنشد النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قول عنترة:


[1] في الأصول: «و لا أوكل» بدون ألف الاستفهام، و التصويب عن «اللسان و شرح القاموس» (مادة رعل).

[2] «في الديوان»: «و إن يرموا بدهم أنزل».

[3] المستوهل: الضعيف الفزع.

[4] كع (من بابي ضرب و نصر): جبن و ضعف.

[5] كذا في «المخصص» (ج 6 ص 198) و في الأصول: «و لم تنشرف» و هو تحريف.

[6] عبارة «اللسان» (مادة «لحم»): و استلحم (مجهولا): روهق في القتال، و استلحم الرجل: إذا احتوشه العدوّ في القتال.

[7] السلهبة: الفرس الطويل، يطلق على الذكر و الأنثى.

[8] هذا تفسير لقوله: «كأنما تسقى فوارسها نقيع الحنظل».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست