responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 388

و قال: دونكم القوم، فإنّكم/ عددهم. و استنقذت طيّى‌ء الإبل. فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال: أو يحسن العبد الكرّ! فقال له أبوه: العبد غيرك، فاعترف به، فكّر و استنقذ النّعم. و جعل يقول:

أنا الهجين عنتره‌

كلّ امرئ يحمي حره‌

الأبيات.

قال ابن الكلبيّ: و عنترة أحد أغربة العرب، و هم ثلاثة [1]: عنترة و أمّه زبيبة، و خفاف بن عمير الشّريديّ و أمّه ندبة، و السّليك بن عمير السّعديّ و أمّه السّلكة، و إليهنّ ينسبون. و في ذلك يقول عنترة:

إنّي امرؤ من خير عبس منصبا

شطري و أحمي سائري بالمنصل‌

و إذا الكتيبة أحجمت و تلاحظت‌

ألفيت خيرا من معمّ مخول‌

يقول: إنّ أبي من أكرم عبس بشطري، و الشطر الآخر ينوب عن كرم أمّي فيه ضربي بالسيف، فأنا خير في قومي ممن عمّه و خاله منهم و هو لا يغني غنائي. و أحسب أنّ هذه القصيدة هي التي يضاف إليها البيتان اللذان يغنّى فيهما، و هذه الأبيات قالها في حرب داحس و الغبراء [2].

حامى عن بني عبس حين انهزمت أمام تميم، فسبه قيس بن زهير فهجاه‌

: قال أبو عمرو الشّيبانيّ: غزت بنو عبس بني تميم و عليهم قيس بن زهير، فانهزمت بنو عبس و طلبتهم بنو تميم، فوقف لهم عنترة، و لحقتهم كبكبة من الخيل، فحامى عنترة عن الناس فلم يصب مدبر [3]. و كان قيس بن زهير سيّدهم، فساءه ما صنع عنترة يومئذ، فقال حين رجع: و اللّه ما حمى الناس إلا ابن السوداء. و كان قيس أكولا.

فبلغ عنترة ما قال؛ فقال يعرّض به قصيدته التي يقول فيها:

صوت‌

بكرت تخوّفني الحتوف كأنّني‌

أصبحت عن عرض الحتوف بمعزل‌

فأجبتها أنّ المنيّة منهل‌

لا بدّ أن أسقى بكأس المنهل‌

فاقنى حياءك لا أبا لك و اعلمي‌

أنّي امرؤ سأموت إن لم أقتل‌

إنّ المنيّة لو تمثّل مثّلت‌

مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل‌

إني امرؤ من خير عبس منصبا

شطري و أحمي سائري بالمنصل‌

و إذا الكتيبة أحجمت و تلاحظت‌

ألفيت خيرا من معمّ مخول‌


[1] اقتصر المؤلّف على هذا العدد في أغربة العرب و هم الذين جاءهم السواد من قبل أمهاتهم. و ذكر غيره أكثر من ذلك، فمنهم في الجاهلية عنترة بن شدّاد و خفاف بن عمير بن الحارث و قيل: إنه مخضرم، و أبو عمير بن الحباب السلميّ و سليك بن السلكة و هشام بن عقبة بن أبي معيط و هو مخضرم، و منهم في الإسلام عبد اللّه بن خازم و عمير بن أبي عمير بن الحباب السلميّ و همام بن مطرف التغلبيّ و منتشر بن وهب الباهلي و مطر بن أوفى المازنيّ و تأبط شرّا و الشنفري و حاجز غير منسوب. (راجع «القاموس و شرحه مادة غرب»).

[2] راجع عن حرب داحس و الغبراء الحاشية رقم 4 ص 33 ج 5 من هذه الطبعة.

[3] في الأصول: «فلم يصب مدبرا».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست