/
تذكّرت هندا و أعصارها [1]
و لم تقض نفسك أوطارها
تذكّرت النفس ما قد مضى
و هاجت على العين عوّارها [2]
لتمنح رامة منّا الهوى
و ترعى لرامة أسرارها
إذا لم نزرها حذار العدا
حسدنا على الزّور زوّارها
غناء حبابة و سلامة
: فقالت جميلة: يا عزّ، إنك لباقية على الدهر، فهنيئا لك حسن هذا الصوت مع جودة هذا الغناء. ثم قالت لحبابة و سلّامة: هاتيا لحنا واحدا؛ فغنّتا:
كفى حزنا أنى أغيب و تشهد
و ما نلتقي و القلب حرّان مقصد
و من عجب [3] أنّى إذا الليل جنّني
أقوم من الشوق الشديد و أقعد
أحنّ إليكم مثل ما حنّ تائق
إلى الورد عطشان الفؤاد مصرّد [4]
و لي كبد حرّى يعذّبها الهوى
و لي جسد يبلى و لا يتجدد
غناء خليدة
: فاستحسن غناؤهما. ثم أقبلت على خليدة فقالت لها: بنفسي أنت! غنّي؛ فغنّت:
ألا يا من يلوم على التّصابي
أفق شيئا لتسمع من جوابي
بكرت تلومني في الحبّ جهلا
و ما في حبّ مثلي من معاب
أ ليس من السعادة غير شكّ
هوى متواصلين على اقتراب
كريم نال ودّا في عفاف
و ستر من منعّمة كعاب
غناء عقيلة و الشماسية
: فاستحسن منها ما غنّت، و هو بلحنها حسن جدّا. [ثم قالت لعقيلة و الشّماسيّة: هاتيا، فغنّتا:
هجرت الحبيب اليوم في غير ما اجترم
و قطّعت من ذي ودّك الحبل فانصرم
أطعت الوشاة الكاشحين و من يطع
مقالة واش يقرع السنّ من ندم [5]]
غناء فرعة و بلبلة و لذة العيش
: ثم قالت لفرعة و بلبلة و لذّة العيش: هاتين فغنّين؛ فاندفعن بصوت واحد:
[2] العوّار: ما عار في العين من القذى و الرمد فأوجعها.
[3] في أ، م، د: «و ما عجبي».
[4] التصريد: سقي دون الريّ، و منه:
يسقون منها شرابا غير تصريد.
[5] الموضوع بين قوسين انفردت به نسختا ب، س.