responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 293

ذكر جميل لكثيّر، فقالوا: ما تقول فيه؟ فقال: منه علّم اللّه عزّ و جلّ.

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ و حبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أبو يحيى الزّهريّ عن إسحاق بن قبيصة الكوفيّ عن رجل سمّاه قال:

سألت نصيبا: أ جميل أنسب أم كثيّر؟ فقال: أنا سألت كثيّرا عن ذاك فقال: و هل وطّأ لنا النّسيب إلّا جميل!.

قال عمر بن شبّة و قال إسحاق حدّثني السّعيدي عن أبي مالك النّهديّ قال:

جلس إلينا نصيب فذكرنا جميلا، فقال: ذاك إمام المحبّين، و هل هدى اللّه عزّ و جلّ لما ترى إلّا بجميل.

أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثنا دماذ عن أبي عبيدة عن جويرية بن أسماء قال: ما استنشدت كثيّرا قطّ إلا بدأ بجميل و أنشدني له ثم أنشدني بعده لنفسه، و كان يفضّله و يتخذه إماما.

أول عشقه بثينة

: أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني بهلول بن سليمان بن قرضاب البلويّ قال:

/ كان جميل ينسب بأمّ الجسير، و كان أوّل ما علق بثينة أنه أقبل يوما بإبله حتى أوردها واديا يقال له بغيض [1]، فاضطجع و أرسل إبله مصعدة، و أهل بثينة بذنب الوادي؛ فأقبلت بثينة و جارة لها واردتين الماء، فمرّتا على فصال له بروك فعرمتهنّ [2] بثينة- يقول: نفّرتهنّ- و هي إذ ذاك جويرية صغيرة؛ فسبّها جميل، فافترت عليه، فملح إليه سبابها/ فقال:

و أوّل [3] ما قاد المودّة بيننا

بوادي بغيض يا بثين سباب‌

و قلنا لها قولا فجاءت بمثله‌

لكلّ كلام يا بثين جواب‌

قال الزّبير و حدّثني محمد بن إسماعيل بن جعفر عن سعيد بن نبيه بن الأسود العذريّ- و كانت بثينة عند أبيه نبيه بن الأسود، و إياه يعني جميل بقوله:

لقد أنكحوا جهلا نبيها ظعينة

لطيفة طيّ الكشح ذات شوى خدل [4]

- قال الزّبير و حدّثني أيضا الأسباط بن عيسى بن عبد الجبّار العذريّ أن جميل بن معمر خرج في يوم عيد و النساء إذ ذاك يتزيّنّ و يبدو بعضهن لبعض و يبدون للرجال، و أن جميلا وقف على بثينة و أختها أمّ الجسير في نساء من بني الأحبّ و هنّ بنات عمّ عبيد اللّه بن قطبة أخي أبيه لحّا [5]، فرأى منهنّ منظرا و أعجبنه و عشق بثينة و قعد/ معهنّ، ثم راح و قد كان معه فتيان من بني الأحبّ، فعلم انّ القوم قد عرفوا في نظره حبّ بثينة و وجدوا عليه، فراح و هو يقول:


[1] في ح: «بعيض» بالعين المهملة.

[2] كذا في ح. و عرمتهن: أصابتهن بشر و أذى. و في أ، ء، م: «فعرفتهن». و في ب، س: «فعزفتهن» و كلاهما تحريف.

[3] في ح: «لأوّل» و في ب هكذا: «الأول» و هو تحريف.

[4] كذا في أ، ء، م و الخدل: الممتلئ. و في سائر الأصول: «جذل» و هو تصحيف.

[5] لحا: لازقا. يقال: هو ابن عم لح بالكسر في النكرة على الاتباع، و هو ابن عمي لحا، بالنصب في المعرفة على الحال. و الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث في ذلك سواء. و شرطه الاتحاد في الذكورة أو الأنوثة. فلا يقال: هما ابنا خال لح، و لا ابنا عمة لح لأنهما مفترقان إذ هما رجل و امرأة. و إذا لم يكن العم لحا و كان رجلا من العشيرة قلت: هو ابن عم الكلالة و ابن عم كلالة. (راجع «لسان العرب» مادّة لحح).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست