ذكر
جميل لكثيّر، فقالوا: ما تقول فيه؟ فقال: منه علّم اللّه عزّ و جلّ.
أخبرني أحمد بن
عبد العزيز الجوهريّ و حبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني
أبو يحيى الزّهريّ عن إسحاق بن قبيصة الكوفيّ عن رجل سمّاه قال:
سألت نصيبا: أ
جميل أنسب أم كثيّر؟ فقال: أنا سألت كثيّرا عن ذاك فقال: و هل وطّأ لنا النّسيب
إلّا جميل!.
قال عمر بن
شبّة و قال إسحاق حدّثني السّعيدي عن أبي مالك النّهديّ قال:
جلس إلينا نصيب
فذكرنا جميلا، فقال: ذاك إمام المحبّين، و هل هدى اللّه عزّ و جلّ لما ترى إلّا
بجميل.
أخبرني هاشم بن
محمد قال حدّثنا دماذ عن أبي عبيدة عن جويرية بن أسماء قال: ما استنشدت كثيّرا قطّ
إلا بدأ بجميل و أنشدني له ثم أنشدني بعده لنفسه، و كان يفضّله و يتخذه إماما.
أول عشقه
بثينة
: أخبرني
الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني بهلول بن سليمان بن
قرضاب البلويّ قال:
/ كان جميل
ينسب بأمّ الجسير، و كان أوّل ما علق بثينة أنه أقبل يوما بإبله حتى أوردها واديا
يقال له بغيض [1]، فاضطجع و أرسل إبله مصعدة، و أهل بثينة بذنب الوادي؛ فأقبلت
بثينة و جارة لها واردتين الماء، فمرّتا على فصال له بروك فعرمتهنّ [2] بثينة-
يقول: نفّرتهنّ- و هي إذ ذاك جويرية صغيرة؛ فسبّها جميل، فافترت عليه، فملح إليه
سبابها/ فقال:
- قال الزّبير و حدّثني أيضا الأسباط بن عيسى
بن عبد الجبّار العذريّ أن جميل بن معمر خرج في يوم عيد و النساء إذ ذاك يتزيّنّ و
يبدو بعضهن لبعض و يبدون للرجال، و أن جميلا وقف على بثينة و أختها أمّ الجسير في
نساء من بني الأحبّ و هنّ بنات عمّ عبيد اللّه بن قطبة أخي أبيه لحّا [5]، فرأى
منهنّ منظرا و أعجبنه و عشق بثينة و قعد/ معهنّ، ثم راح و قد كان معه فتيان من بني
الأحبّ، فعلم انّ القوم قد عرفوا في نظره حبّ بثينة و وجدوا عليه، فراح و هو يقول:
[2] كذا في
ح. و عرمتهن: أصابتهن بشر و أذى. و في أ، ء، م: «فعرفتهن». و في ب، س: «فعزفتهن» و
كلاهما تحريف.
[3] في ح:
«لأوّل» و في ب هكذا: «الأول» و هو تحريف.
[4] كذا في
أ، ء، م و الخدل: الممتلئ. و في سائر الأصول: «جذل» و هو تصحيف.
[5] لحا:
لازقا. يقال: هو ابن عم لح بالكسر في النكرة على الاتباع، و هو ابن عمي لحا،
بالنصب في المعرفة على الحال. و الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث في
ذلك سواء. و شرطه الاتحاد في الذكورة أو الأنوثة. فلا يقال: هما ابنا خال لح، و لا
ابنا عمة لح لأنهما مفترقان إذ هما رجل و امرأة. و إذا لم يكن العم لحا و كان رجلا
من العشيرة قلت: هو ابن عم الكلالة و ابن عم كلالة. (راجع «لسان العرب» مادّة
لحح).