responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 292

جميل، و كان جميل صادق الصّبابة و العشق، و لم يكن كثيّر بعاشق و لكنه كان يتقوّل. و كان الناس يستحسنون بيت كثيّر في النسيب:

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما

تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل‌

قال: و رأيت من يفضّل عليه بيت جميل:

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما

قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي‌

/ قال ابن سلّام: و هذا البيت الذي لكثيّر أخذه من جميل حيث يقول:

/

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما

تمثّل لي ليلى على كلّ مرقب‌

عرض الفرزدق لكثير بأنه سرق منه فردّ عليه بمثله‌

: أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار عن محمد بن إسماعيل عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد العزيز عن أبي شهاب عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف قال:

لقي الفرزدق كثيّرا بقارعة البلاط [1] و أنا و هو نمشي نريد المسجد؛ فقال له الفرزدق: يا أبا صخر، أنت أنسب العرب حين تقول:

أريد لأنسى ذكرها فكأنما

تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل‌

يعرّض له بسرقته من جميل. فقال له كثيّر: و أنت يا أبا فراس أفخر الناس حين تقول:

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

و إن نحن أومأنا إلى الناس وقّفوا

- قال عبد العزيز: و هذا البيت أيضا لجميل سرقه الفرزدق- فقال الفرزدق لكثيّر: هل كانت أمّك مرّت بالبصرة؟

قال: لا! و لكن أبي، فكان نزيلا لأمّك [2]. قال طلحة بن عبد اللّه: فو الذي نفسي بيده لعجبت من كثيّر و جوابه، و ما رأيت أحدا قطّ أحمق منه، رأيتني دخلت عليه يوما في نفر من قريش و كنّا كثيرا ما نتهزّأ به، فقلنا: كيف تجدك يا أبا صخر؟ قال: بخير، أ ما سمعتم الناس يقولون شيئا؟ قلنا: نعم، يتحدّثون أنك الدجّال. فقال: و اللّه لئن قلتم ذاك إني لأجد في عيني هذه ضعفا منذ أيام.

كان كثيّر يفضله على نفسه و يبدأ بإنشاد شعره‌

: أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال كتب إليّ أبو محمد إسحاق بن إبراهيم يقول حدّثني أبو عبيدة عن جويرية بن أسماء قال:

كان أبو صخر كثيّر صديقا لي، و كان يأتيني كثيرا، فقلّما استنشدته إلّا بدأ بجميل و أنشد له ثم أنشد لنفسه، و كان يفضّله و يتّخذه إماما.

قال الزبير و كتب إليّ إسحاق يقول حدّثني صباح بن خاقان عن عبد اللّه بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزّبير قال:


[1] البلاط: موضع معروف بالمدينة.

[2] في ح: «هل كانت أمك ترد البصرة؟ قال لا، و لكن أبي كان كثيرا ما يردها».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست