قال ابن سلّام في رواية أبي خليفة عنه: كان الجعديّ [1] النابغة
قديما شاعرا طويلا مفلقا طويل البقاء في الجاهلية و الإسلام، و كان أكبر من
الذّبيانيّ؛ و يدلّ على ذلك قوله:
[قال [4] و عمّر بعد ذلك عمرا طويلا. سئل محمد
بن حبيب عن أيام الخنان ما هي؟ فقال: وقعة لهم؛ فقال قائل منهم و قد لقوا عدوّهم:
خنّوهم [5] بالرماح، فسمّي ذلك/ العام الخنان. و يدل على أنه أقدم من النابغة
الذبيانيّ أنه عمّر مع المنذر بن المحرّق قبل النعمان بن المنذر، و كان النابغة
الذبيانيّ مع النعمان بن المنذر و في عصره، و لم يكن له قدم إلا أنه مات قبل
الجعديّ، و لم يدرك الإسلام. و الجعديّ الذي يقول:
أخبرني أحمد بن
عبد العزيز و حبيب بن نصر قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني عبد اللّه بن محمد
بن حكيم عمن كان يأخذ العلم عنه و لم يسمّ إليّ أحدا في هذا [7]: أن النابغة عمّر
مائة و ثمانين سنة، و هو القائل:
[1]
عبارة ابن سلام في كتابه «طبقات الشعراء» (ص 26): «و كان النابغة شاعرا قديما
مفلقا في الجاهلية و الإسلام و كان ... إلخ».
[2] ورد هذا
الشطر في كتاب «الشعر و الشعراء» (ص 162) «و شرح القاموس» مادة خنن هكذا:
و من يحرص على كبرى فاني
[3] الخنان (كغراب): داء يأخذ الطير في
حلوقها و في العين و زكام للإبل، و زمن الخنان كان في عهد المنذر بن ماء السماء،
قال الأصمعيّ: كان الخنان داء يأخذ الإبل في مناخرها و تموت منه، فصار ذلك تاريخا
لهم.
[4] هذا
الخبر الموضوع بين قوسين مذكور في س، م دون سائر الأصول.