responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 8

قال ابن سلّام في رواية أبي خليفة عنه: كان الجعديّ [1] النابغة قديما شاعرا طويلا مفلقا طويل البقاء في الجاهلية و الإسلام، و كان أكبر من الذّبيانيّ؛ و يدلّ على ذلك قوله:

و من [2] يك سائلا عنّي فإني‌

من الفتيان أيام الخنان [3]/

أتت مائة لعام ولدت فيه‌

و عشر بعد ذاك و حجّتان‌

فقد أبقت خطوب الدّهر منّي‌

كما أبقت من السيف اليماني‌

[قال [4] و عمّر بعد ذلك عمرا طويلا. سئل محمد بن حبيب عن أيام الخنان ما هي؟ فقال: وقعة لهم؛ فقال قائل منهم و قد لقوا عدوّهم: خنّوهم [5] بالرماح، فسمّي ذلك/ العام الخنان. و يدل على أنه أقدم من النابغة الذبيانيّ أنه عمّر مع المنذر بن المحرّق قبل النعمان بن المنذر، و كان النابغة الذبيانيّ مع النعمان بن المنذر و في عصره، و لم يكن له قدم إلا أنه مات قبل الجعديّ، و لم يدرك الإسلام. و الجعديّ الذي يقول:

تذكّرت شيئا قد مضى لسبيله‌

و من عادة المحزون أن يتذكّرا

نداماي عند المنذر بن محرّق‌

أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا

كهول و فتيان كأنّ وجوههم‌

دنانير ممّا شيف [6] في أرض قيصرا]

أخبرني أحمد بن عبد العزيز و حبيب بن نصر قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني عبد اللّه بن محمد بن حكيم عمن كان يأخذ العلم عنه و لم يسمّ إليّ أحدا في هذا [7]: أن النابغة عمّر مائة و ثمانين سنة، و هو القائل:

لبست أناسا فأفنيتهم‌

و أفنيت بعد أناس أناسا

ثلاثة أهلبين أفنيتهم‌

و كان الإله هو المستآسا [8]

و هي قصيدة طويلة، يقول فيها، و فيه غناء:

صوت‌

و كنت غلاما أقاسي الحرو

ب يلقى المقاسون منّي مراسا

فلمّا دنونا لجرس [9] النّبا

ح لم نعرف الحيّ إلا التماسا


[1] عبارة ابن سلام في كتابه «طبقات الشعراء» (ص 26): «و كان النابغة شاعرا قديما مفلقا في الجاهلية و الإسلام و كان ... إلخ».

[2] ورد هذا الشطر في كتاب «الشعر و الشعراء» (ص 162) «و شرح القاموس» مادة خنن هكذا:

و من يحرص على كبرى فاني‌

[3] الخنان (كغراب): داء يأخذ الطير في حلوقها و في العين و زكام للإبل، و زمن الخنان كان في عهد المنذر بن ماء السماء، قال الأصمعيّ: كان الخنان داء يأخذ الإبل في مناخرها و تموت منه، فصار ذلك تاريخا لهم.

[4] هذا الخبر الموضوع بين قوسين مذكور في س، م دون سائر الأصول.

[5] خنوهم: اقطعوهم.

[6] كذا في «جمهرة أشعار العرب»، و شاف الدينار أو السيف: جلاه. و في م، س المذكور فيهما هذا الخبر: «سيق» بالسين و القاف، و هو تحريف.

[7] كذا في م. و في باقي الأصول: «و لم يسم أحدا إلا في هذا».

[8] المستآس: المستعاض و المستعان، من الأوس، و هو العوض و العطية.

[9] جرس النباح: صوت نباح الكلاب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست