معاوية: إن الناقمية [1] بنت عامر بن مالك، و هو الناقم، سمّي بذلك
لأنه انتقم بلطمة لطمها، و هو ابن سعد [2] بن جدّان [3] بن جديلة بن أسد بن ربيعة
بن نزار، كانت عند معاوية بن بكر بن هوازن فمات عنها أو طلّقها و هي نسء [4]،
فتزوّجها سعد بن زيد مناة بن تميم، فولدت على فراشه صعصعة بن معاوية، ثم ولدت
هبيرة و نجدة و جنادة؛ فلما مات سعد اقتسم بنوه الميراث و أخرجوا صعصعة منه، و
قالوا: أنت ابن معاوية بن بكر؛ فلما رأى ذلك أتى بني معاوية بن بكر فأقرّوا بنسبه
و دفعوه عن الميراث؛ فلما رأى ذلك أتى سعد بن الظّرب العدوانيّ فشكا إليه ما لقي،
فزوّجه بنت أخيه عمرة بنت عامر بن الظّرب، و أبوها عامر الذي يقال له: ذو الحلم
[5]؛ و عمرة ابنته هذه هي التي كانت تقرع [6] له العصا إذا سها في الحكم؛ و له [7]
يقول الشاعر [8]:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
و ما علّم الإنسان إلا ليعلما
قال: و كانت
عمرة يوم زوّجها عمّها نسئا من ملك من ملوك اليمن يقال له: الغافق بن العاصي
الأزديّ، و الملك يومئذ في الأزد، فولدت على فراش صعصعة عامر بن صعصعة، فسمّاه
صعصعة عامرا بجدّه عامر بن الظّرب. و قال في ذلك حبيب بن وائل بن دهمان بن نصر بن
معاوية بن بكر بن هوازن:
[1]
في «شرح القاموس» مادة «نقم»: «و الناقمية هي رقاش بنت عامر و بنوها بطن من عبد
القيس نسبوا إلى أمهم. و قال ابن الأثير: هي أم ثعلبة و سعد ابني مالك بن ثعلبة بن
دودان بن أسد بها يعرفون. و قال الكلبي: تزوج غنم بن حبيب بن كعب بن بكر بن وائل
الناقمية و هي رقاش بنت عامر و هي عجوز فقيل: ما تريد منها؟ فقال: لعلي أتعيز منها
غلاما فولدت منه غلاما فولدت منه غلاما سمي عيز و أنشد الجوهري لسعد بن زيد مناة:
لقد كنت أهوى الناقمية حقبة
فقد جعلت آسان وصل تقطع»
الآسان: جمع
أسن بضمتين و بالكسر و تسكين السين و كعتل: الحبل. و كتب مصحح «شرح القاموس»
بهامشه ما نصه: «قوله: أتعيز كذا بالنسخ و حرره» و لم نجد هذه الكلمة في مادتها في
الكتب التي بين أيدينا؛ و قد استقصيناها فوجدنا صوابها في «شرح القاموس» في مادة
«غبر» حيث قال: «و تزوّج غنم (و في «القاموس» عثمان و هو غلط) بن حبيب بن كعب بن
بكر بن يشكر بن وائل امرأة مسنة اسمها رقاش بنت عامر فقيل له: إنها كبيرة السن!
فقال: لعلي أتغبر منها ولدا أي أستفيده فلما ولد له سماه غبر كزفر فهو أبو قبيلة»
اه.
و جاء في
«لسان العرب» مادة «غبر» ما نصه: «تزوّج رجل من العرب امرأة قد أسنت فقيل له في
ذلك فقال: لعلي أتغبر منها ولدا فولدت له غبر، مثل عمر، و هو غبر بن غنم بن يشكر
بن بكر بن وائل، و معنى أتغبر منها ولدا: أستفيد منها ولدا» اه. و قد ورد أيضا في
«المشتبه» للذهبي و «مختلف القبائل و مؤتلفها» لابن حبيب (ص 23 طبع أوروبا): «غبر
(بالغين المعجمة و بالباء الموحدة) ابن غنم بن حبيب بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن
معاوية بن بكر بن هوازن» اه.
[2] كذا في
«شرح القاموس» و «الصحاح» للجوهري (مادة نقم). و في جميع الأصول: «مسعود».
[3] كذا في
«شرح القاموس» مادة جدد و كتاب «مختلف القبائل و مؤتلفها» (طبع أوروبا ص 3) و هو
قريب لما جاء في نسخة م من التصحيف فقد ورد فيها: «حدان» بالحاء المهملة. و في
سائر الأصول: «خندف» و هو خطأ.
[4] النسء
(بالتثليث): المرأة المظنون بها الحمل، و قيل: التي ظهر حملها.
[5] كذا في م
و هو الموافق لما جاء في «اللسان» و «القاموس» (مادة قرع) «و مجمع الأمثال»
للميداني (طبع بولاق ج 1 ص 32). و في سائر الأصول: «الحكم» بالكاف و ظاهر أنه
تحريف.
[6] قيل: إن
أول من قرعت له العصا عمرو بن مالك بن ضبيعة أخو سعد بن مالك الكناني، و قيل: خالد
بن ذي الجدّين حكم ربيعة، و قيل: هو ربيعة بن مخاشن حكم تميم، و قيل: هو عمرو بن
حممة الدوسي حكم اليمن. (راجع «شرح القاموس» مادة قرع و «مجمع الأمثال» للميداني).
[7] كذا في
م. و في باقي الأصول: «و لهما يقول الشاعر».
[8] نسب هذا
البيت في «اللسان» و «شرح القاموس» (مادة قرع) إلى المتلمس.