responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 47

تزوّج بنت ابن سريج و أخذ عنها غناء أبيها و انتحل أكثره:

قال هارون: و حدّثني حماد عن أبيه قال:

ذكر ابن جامع عن ابن عبّاد أن ابن سريج لما حضرته الوفاة نظر إلى ابنته فبكى، فقالت له: ما يبكيك؟ قال:

أخشى عليك الضيعة بعدي! فقالت له: لا تخف فما من غنائك شي‌ء إلا و قد أخذته؛ قال: فغنّيني فغنّته، فقال: قد طابت نفسي، ثم دعا بالهذليّ فزوّجها منه؛ فأخذ الهذليّ غناء أبيها كلّه عنها فانتحل أكثره؛ فعامّة غناء الهذليّ لابن سريج مما أخذه عن ابنته و هي زوجته.

حدره الحارث بن خالد من منى ثم أذن له فرجع إليها:

أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثني محمد بن يحيى أبو غسّان قال:

كان الهذليّ منزله بمنى، و كان فتيان قريش يأتونه فيغنّيهم هناك، ثم أقبل مرّة حتى جلس على جمرة العقبة فغنّى هناك، فحدره الحارث من منى، و كان عاملا على مكة، ثم أذن له فرجع إلى منى.

قصته مع فتية من قريش غناهم فطربوا له و استعادوه:

قال هارون: و حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ/ قال حدّثني أبي قال:

كان الهذليّ النقّاش يغدو إليه فتيان قريش و قد عمل عمله بالليل، و معهم الطعام و الشراب و الدراهم، فيقولون له: غنّنا؛ فيقول لهم: الوظيفة [1]، فيقولون: قد جئنا بها؛ فيقول: الوظيفة الأخرى، أنزلوا أحجاري، فيلقون ثيابهم و يأتزرون بأزرهم و ينقلون الحجارة و ينزلونها، ثم يجلس على شنخوب [2] من شناخيب الجبل فيجلسون تحته في السّهل فيشربون و هو يغنّيهم حتى المساء، و كانوا كذلك مدّة؛ فقال له يوما ثلاثة فتية من قريش: قد جاءك كلّ واحد منا بمثل وظيفتك على الجماعة من غير أن تنقص وظيفتك عليهم، و قد اختار كل واحد منا صوتا من غنائك ليجعله حظّه اليوم، فإن وافقت الجماعة هوانا كان ذلك مشتركا بيننا، و إن أبوا غنّيت لهم ما أرادوا و جعلت هذه الثلاثة الأصوات لنا بقية يومنا؛ قال: هاتوا، فاختار أحدهم:

عفت عرفات فالمصايف من هند

و اختار الآخر:

ألمّ بنا طيف الخيال المهجّد [3]

/ و اختار الآخر:

هجرت سعدى فزادني كلفا

فغنّاهم إياها، فما سمع السامعون شيئا كان أحسن من ذلك؛ فلما أرادوا الانصراف قال لهم: إني قد صنعت صوتا البارحة ما سمعه أحد، فهل لكم فيه؟ قالوا: هاته منعما بذلك؛ فاندفع فغنّاهم:


[1] الوظيفة: ما يقدّر من عمل و طعام و رزق و غير ذلك.

[2] الشنخوب: رأس الجبل و أعلاه.

[3] هجدت الرجل (بالتضعيف): أيقظته.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست