أخبرني محمد بن
خلف وكيع قال حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدّثني حمّاد بن إسحاق عن
أبيه قال:
الهذليان أخوان
يقال لهما سعيد و عبد آل ابنا مسعود؛ فالأكبر منهما يقال له سعيد، و يكنى أبا
مسعود، و أمه امرأة يقال لها أمّ فيعل، و كان كثيرا ما ينسب إليها، و كان ينقش
الحجارة بأبي قبيس، و كان فتيان من قريش يروحون إليه كلّ عشيّة فيأتون بطحاء يقال
لها بطحاء قريش فيجلسون عليها، و يأتيهم فيغنّي لهم و يكون معهم. و قد قيل: إن
الأكبر هو عبد آل، و الأصغر سعيد.
كان يغني
فتيان قريش و هو يزاول صناعته في نقش الحجارة:
قال هارون و
حدّثني الزبير بن بكّار قال حدّثني حمزة بن عتبة اللهبيّ:
أنّ الهذليّ
كان نقّاشا يعمل البرم من حجارة الجبل، و كان يكنى أبا عبد الرحمن، و كان إذا أمسى
راح فأشرف على المسجد ثم غنّى، فلا يلبث أن يرى الجبل كقرص الخبيص [1] صفرة و حمرة
من أردية قريش؛ فيقولون: يا أبا عبد الرحمن، أعد؛ فيقول: أمّا و اللّه و هاهنا حجر
أحتاج إليه لم يرد الأبطح فلا؛ فيضعون أيديهم في الحجارة حتى يقطعوها له و يحدروها
إلى الأبطح، و ينزل معهم حتى يجلس على أعظمها حجرا و يغنّي لهم.
/ قال هارون و
حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبي مسعود بن [2] أبي جناح قال أخبرني أبو لطيف و عمارة
قالا:
تغنّى الهذليّ
الأكبر، و كان من أنفسهم، و كان فتيان قريش يروحون كلّ عشيّة حتى يأتوا بطحاء يقال
لها بطحاء قريش قريبا من داره، فيجلسون عليها و يأتيهم فيغنيهم.
أجازه الحارث
بن خالد لما سمع غناءه:
قال: و أخبرني
ابن أبي طرفة عن الحسن بن عبّاد الكاتب مولى آل الزّبير قال:
هجم الحارث بن
خالد، و هو يومئذ أمير مكة، على الهذليّ و هو مع فتيان قريش بالمفجر [3] يغنّيهم و
عليه جبّة صوف، فطرح عليه مقطّعات خزّ، فكانت هذه أوّل ما تحرّك لها.