responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 277

صوت‌

غزال يرتعي جنبات واد

بسحنة قد تمكّن في فؤادي‌

سقاني شربة كانت شفاء

لعلّة حائم حرّان [1] صادي‌

/ و غنّيته الرشيد؛ فقال لي: أ تحبّ أن أزوّجكها؟ فقلت: نعم و اللّه يا سيّدي؛ قال: فاخطبها و المهر عليّ و ما يصلحها؛ فخطبتها، فأبى أهلها أن يخرجوها من بلدهم. لحن إسحاق في هذين البيتين ثقيل أوّل. و فيه لعلّويه خفيف رمل.

صنع صوتا فأخذه أحد العامّة و هو يردّده فاغتم و لم ينسبه لنفسه:

أخبرني جعفر بن قدامة قال حدّثني حمّاد بن إسحاق قال:

قال لي أبي: ما اغتممت بشي‌ء قطّ مثل ما اغتممت بصوت مليح صنعته في هذا الشعر.

صوت‌

كان لي قلب أعيش به‌

فاكتوى بالنار فاحترقا

أنا لم أرزق محبّتها

إنما للعبد ما رزقا

من يكن ما ذاق طعم ردى‌

ذاقه لا شكّ إن عشقا

فإنّي صنعت فيه [لحنا] [2] و جعلت أردّده في جناح لي سحرا؛ فأظنّ أنّ إنسانا من العامّة مرّ بي فسمعه فأخذه؛ فبكّرت من غد إلى المعتصم لأغنّيه، فإذا أنا بسوّاط يسوط [3] الناطف [4] و هو يغنّي اللحن بعينه إلا أنه غناء فاسد.

فعجبت و قلت: ترى من أين لهذا السّوّاط هذا الصوت! و لعلّي إذ غنّيته أن يكون قد مرّ بي هذا فسمعني أغنّيه؛ و بقيت متحيّرا، ثم قلت يا فتى، ممن سمعت هذا الصوت؟ فلم يجبني و التفت إلى شريكه، و قال [5]: هذا يسألني ممن سمعته! هذا غنائي، و اللّه لو سمعه إسحاق الموصليّ لخرئ في سراويله؛ فبادرت و اللّه هاربا خوف أن يمرّ بي إنسان فيسمع ما جرى عليّ فأفتضح؛ و ما علم اللّه أني نطقت بذلك الصوت بعدها.

كتب إليه إبراهيم بن المهدي في أحجية فأجابه:

حدّثني جعفر بن قدامة قال حدّثني حمّاد بن إسحاق قال:

كتب إبراهيم بن المهديّ إلى أبي: أيّ شي‌ء تصحيف: «لا يريح مثل الأسنّة». فكتب إليه أبي: تصحيفه: «لا يرث/ جميل إلا بثينة»؛ فكتب إليه: وى منك!.


[1] كذا في ح. و في سائر الأصول: «غرثان». و الغرثان: الجائع. و الحائم: العطشان.

[2] زيادة يقتضيها السياق.

[3] ساط الشي‌ء: خلطه.

[4] الناطف: ضرب من الحلواء لأنه ينطف قبل استضرابه، أي يقطر قبل خثورته.

[5] كذا في ب، س. و في سائر الأصول: «و قال خذ إليك. يسألني ممن ... إلخ».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست