أخبرني الحسن
[1] بن عليّ قال حدّثنا يزيد بن محمد المهلّبيّ قال حدّثني إسحاق قال:
قال لي الرشيد
يوما: بأيّ شيء يتحدّث الناس؟ قلت: يتحدّثون بأنك تقبض على البرامكة و تولّي
الفضل بن الرّبيع الوزارة؛ فغضب و صاح بي: و ما أنت و ذاك ويلك! فأمسكت. فلمّا كان
بعد أيام دعا بنا؛ فكان أوّل شيء غنّيته:
صوت
إذا نحن صدقناك
فضرّ عندك الصدق
طلبنا النفع بالباط
ل إذ لم ينفع الحقّ
فلو قدّم صبّا في
هواه الصبر و الرّفق
لقدّمت على الناس
و لكنّ الهوى رزق
-/ في هذه الأبيات خفيف رمل بالوسطى ينسب إلى
إسحاق و إلى ابن جامع، و الصحيح أنه لإسحاق. و قيل:
إن الشعر لأبي
العتاهية-. قال: فضحك الرشيد و قال لي: يا إسحاق، قد صرت حقودا.
غنى هو و
علويه و مخارق عند المعتصم فأجازهما دون مخارق:
أخبرني الحسن
قال حدّثنا يزيد بن محمد قال حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
/ دخلت على
المعتصم يوما بسرّ من رأى، فإذا الواثق بين يديه و عنده علّويه و مخارق؛ فغنّاه
مخارق صوتا فلم ينشط له، ثم غناه علّويه فأطربه. فلما رأيت طربه لغناء علّويه دون
غناء مخارق اندفعت فغنّيته لحني:
صوت
تجنّبت ليلى أن يلجّ بك الهوى
و هيهات كان الحبّ قبل التجنّب
فأمر لي بألف
دينار و لعلّويه بخمسمائة دينار، و لم يأمر لمخارق بشيء.
[1]
كذا في ح. و في سائر الأصول: «الحسين» و هو تحريف.