حدّثني عمّي
قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني محمد بن محمد بن مروان قال حدّثني عبد
اللّه بن العبّاس بن الفضل بن الربيع قال:
اجتمعنا يوما
إمّا قال في منزلي أو في منزل محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر، و دخلنا و دخل إلينا
إسحاق الموصلي و عندنا ملاحظ تغنّينا و قد قامت الصلاة، فدخل إسحاق و هي غائبة
فقال: فيم كنتم و من عندكم؟ فأخبرناه بخبرها؛ فقال: لا تعرّفوها من أنا فيخرجها
التصنّع لي و التحفّظ منّي عن طبعها، و لكن دعوها و هواها حتّى ننتفع بها؛ و خرجت
و هي لا تعرفه و جلست كما كانت أوّلا، و ابتدأت و غنّت- و الصنعة لفليح بن [أبي]
[4] العوراء، و لحنه رمل. هكذا أخبرنا إسحاق أن الغناء لفليح-:
صوت
إني تعلّقت ظبيا شادنا خرقا
علّقته شقوة منّي و ما علقا
قال: فطرب
إسحاق و شرب حتى والى بين خمسة أقداح من نبيذ شديد كان بين يديه و هو يستعيدها؛
فأخذ إسحاق دواة و كتب:
[1]
أراد بالخيل الفرسان لا الأفراس، أ لا ترى أنه قال: يوم طرادها. و الطراد من
الفرسان: حمل بعضهم على بعض، و على هذا ما روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم:
«يا خيل اللّه اركبي». (راجع «شرح أشعار الحماسة» للتبريزي ص 28 طبع أوروبا).
[2] الأوظفة:
جمع وظيف و هو ما فوق الحافر من الفرس. و لكل ذي أربع ثلاثة مفاصل في رجليه: الفخذ
و الساق و الوظيف ثم الحافر أو الخف أو الظلف. و في يديه ثلاثة مفاصل: العضد و
الذراع و الوظيف ثم الحافر أو الخف أو الظلف. (راجع «شرح أشعار الحماسة»
للتبريزي). و الهيكل: الضخم.
[3] نزال
(مثل قطام): بمعنى أنزل و هو معدول من المنازلة لا بمعنى النزول إلى الأرض. هكذا
ذكره صاحب «اللسان» و استشهد بهذين البيتين.