ربيعة بن جعدة، فذادوا بني أسد حتى قتلوا منهم ثلاثين رجلا و ردّوهم؛
و لم يظفروا منهم بشيء. و تعلّقت امرأة من بني أسد بالحكم بن عمرو بن عبد اللّه
بن جعدة و قد أردفها خلفه، فأخذت بضفيرته و مالت به فصرعته، فعطف عليه عبد اللّه
بن مالك بن عدس و هو أبو صفوان، فضرب يدها بالسيف فقطعها و تخلّصه. و طعن يومئذ
وحوح بن/ قيس أخو النابغة الجعديّ، فارتثّ [1] في معركة القوم، فأخذه خالد بن نضلة
الأسديّ؛ و عطف عليه يومئذ أخوه النابغة، فقال له خالد بن نضلة: هلمّ إليّ و أنت آمن؛
فقال له النابغة: لا حاجة لي في أمانك، أنا على فرسي و معي [2] سلاحي و أصحابي
قريب، و لكنّي أوصيك بما في العوسجة [3] (يعني أخاه وحوح بن قيس)؛ فعدل إليه خالد
فأخذه و ضمّه إليه و منع من قتله و داواه حتى فدي بعد ذلك. قال: ففي ذلك يقول مدرك
العبسيّ [4]:
[5] فلج
(بالتحريك): مدينة بأرض اليمامة لبني جعدة و قشير و كعب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة، و فلج أيضا: مدينة قيس بن عيلان بن مضر، و يقال لها: فلج الأفلاج. و أصل
الفلج النهر أو الماء الجاري، و لعله يقال أيضا: فلج الفلاج، كما ورد في الشعر
هنا، لأن فعلا (بالتحريك) يجمع على أفعال و فعال.