responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 21

ربيعة بن جعدة، فذادوا بني أسد حتى قتلوا منهم ثلاثين رجلا و ردّوهم؛ و لم يظفروا منهم بشي‌ء. و تعلّقت امرأة من بني أسد بالحكم بن عمرو بن عبد اللّه بن جعدة و قد أردفها خلفه، فأخذت بضفيرته و مالت به فصرعته، فعطف عليه عبد اللّه بن مالك بن عدس و هو أبو صفوان، فضرب يدها بالسيف فقطعها و تخلّصه. و طعن يومئذ وحوح بن/ قيس أخو النابغة الجعديّ، فارتثّ [1] في معركة القوم، فأخذه خالد بن نضلة الأسديّ؛ و عطف عليه يومئذ أخوه النابغة، فقال له خالد بن نضلة: هلمّ إليّ و أنت آمن؛ فقال له النابغة: لا حاجة لي في أمانك، أنا على فرسي و معي [2] سلاحي و أصحابي قريب، و لكنّي أوصيك بما في العوسجة [3] (يعني أخاه وحوح بن قيس)؛ فعدل إليه خالد فأخذه و ضمّه إليه و منع من قتله و داواه حتى فدي بعد ذلك. قال: ففي ذلك يقول مدرك العبسيّ [4]:

أقمت على الحفاظ و غاب فرج‌

و في فرج عن الحسب انفراج‌

كذلك فعلنا و حبال عمّي‌

وردن بوحوح فلج [5] الفلاج [6]

شعر للنابغة الجعدي:

و مما قاله النابغة في هذه المفاخرة و غنّي فيه قوله و قد جمع معه كلّ ما يغنّي فيه من القصيدة-:

الصوت‌

هل بالدّيار الغداة من صمم‌

أم هل بربع الأنيس من قدم‌

أم ما تنادي من ماثل درج السّ‌

يل عليه كالحوض منهدم‌

غرّاء كالليلة المباركة القم

راء تهدي أوائل الظّلم‌

أكنى بغير اسمها و قد علم ال

لّه خفيّات كلّ مكتتم‌

/ كأنّ فاها إذا تبسّم من‌

طيب مشمّ و طيّب [7] مبتسم‌

/ يسنّ [8] بالضّرو من براقش أو

هيلان أو ضامر [9] من العتم‌

عروضه من المنسرح. و في الأوّل و الثاني و الثالث من الأبيات خفيف ثقيل أوّل بالخنصر في مجرى‌


[1] ارتث: ضرب في الحرب فأثخن و حمل و به رمق.

[2] في ط، ء، م: «و عليّ سلاحي».

[3] العوسجة: واحدة العوسج و هو شجر شائك له ثمر أحمر مدوّر، و لعله يريد بالعوسجة حظيرة أو مظلة متخذة من شجر العوسج.

[4] في ح: «الفقعسيّ».

[5] فلج (بالتحريك): مدينة بأرض اليمامة لبني جعدة و قشير و كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و فلج أيضا: مدينة قيس بن عيلان بن مضر، و يقال لها: فلج الأفلاج. و أصل الفلج النهر أو الماء الجاري، و لعله يقال أيضا: فلج الفلاج، كما ورد في الشعر هنا، لأن فعلا (بالتحريك) يجمع على أفعال و فعال.

[6] في هذا الشعر إقواء و هو اختلاف حركة الرويّ.

[7] في ط، ء: «و حسن مبتسم».

[8] يسنّ (يسناك). و الضرو: شجر يسناك به. و براقش و هيلان: مدينتان عاديتان باليمن خربتا.

[9] في «اللسان» (مادة برقش) «و معجم ما استعجم» للبكري «و معجم البلدان» لياقوت (في الكلام على براقش): «أو ناضر». و العتم (بضمتين): شجر الزيتون.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست