responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 196

أحد بسوء، أو سقط عليه حجر من السماء، أو سقط من على دابّته، أو سقط/ عليه سقفه، أو مات فجأة، لأقتلنّك به؛ و اللّه! و اللّه! و اللّه! فلا تعرض له و أنت أعلم، قم الآن فاخرج؛ فخرج و قد كاد أن يموت. فلما كان بعد ذلك دخلت إليه و إبراهيم عنده، فأعرضت عن إبراهيم؛ و جعل ينظر إليه مرّة و إليّ مرّة و يضحك، ثم قال له: إني لأعلم محبّتك في إسحاق و ميلك إليه و إلى الأخذ عنه، و إنّ هذا لا يجيئك من جهته كما تريد إلّا بعد أن يرضى، و الرضا لا يكون بمكروه، و لكن أحسن إليه و أكرمه و اعرف حقّه و برّه وصله، فإذا فعلت ذلك ثم خالفك فيما تهواه عاقبته بيد منبسطة و لسان منطلق؛ ثم قال لي: قم إلى مولاك و ابن مولاك فقبّل رأسه؛ فقمت إليه و قام إليّ و أصلح الرشيد بيننا.

نسبة الصوت المذكور في هذا الخبر

صوت‌

أعاذل قد نهيت فما انتهيت‌

و قد طال العتاب فما ارعويت‌

أعاذل ما كبرت وفيّ ملهى‌

و لو أدركت غايتك انتهيت‌

شربت مدامة و سقيت أخرى‌

و راح المنتشون و ما انتشيت‌

أبيت معذّبا قلقا كئيبا

لما ألقاه من ألم و فوت [1]

الغناء لابن محرز ثقيل عن ابن المكّيّ. و فيه رمل بالوسطى.

أرسل إليه الرشيد ذات ليلة فحضر ثم غناه و نادمه:

أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

أرسل إليّ الرشيد ذات ليلة، فدخلت إليه فإذا هو جالس و بين يديه جارية عليها قميص مورّد و سراويل مورّدة و قناع مورّد كأنها ياقوتة على وردة؛ فلما رآني قال لي: اجلس، فجلست؛ فقال لي: غنّ، فغنّيت:

/

تشكّى الكميت الجري لما جهدته‌

و بيّن لو يسطيع أن يتكلّما

فقال: لمن هذا اللحن؟ فقلت: لي يا أمير المؤمنين؛ فقال: هات لحن ابن سريج، فغنّيته إياه؛ فطرب و شرب رطلا و سقي الجارية رطلا و سقاني رطلا؛ ثم قال: غنّ، فغنّيته:

صوت‌

/

هاج شوقي بعد ما

شيّب أصداغي بروق‌

موهنا [2] و البرق ممّا

ذا الهوى قدما يشوق‌

فقال: لمن هذا الصوت؟ فقلت: لي؛ فقال: قد كنت سمعت فيه لحنا آخر؛ فقلت: نعم، لحن ابن محرز؛ قال: هاته، فغنّيته فطرب و شرب رطلا، ثم سقى الجارية رطلا و سقاني رطلا؛ ثم قال: غنّ، فغنّيته:


[1] في هذا الشعر إقواء و هو اختلاف حركة الرويّ.

[2] الموهن، و مثله الوهن: نحو من نصف الليل، و قيل: هو بعد ساعة منه، و قيل: هو حين يدبر الليل.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست