أحد بسوء، أو سقط عليه حجر من السماء، أو سقط من على دابّته، أو سقط/
عليه سقفه، أو مات فجأة، لأقتلنّك به؛ و اللّه! و اللّه! و اللّه! فلا تعرض له و
أنت أعلم، قم الآن فاخرج؛ فخرج و قد كاد أن يموت. فلما كان بعد ذلك دخلت إليه و
إبراهيم عنده، فأعرضت عن إبراهيم؛ و جعل ينظر إليه مرّة و إليّ مرّة و يضحك، ثم
قال له: إني لأعلم محبّتك في إسحاق و ميلك إليه و إلى الأخذ عنه، و إنّ هذا لا
يجيئك من جهته كما تريد إلّا بعد أن يرضى، و الرضا لا يكون بمكروه، و لكن أحسن
إليه و أكرمه و اعرف حقّه و برّه وصله، فإذا فعلت ذلك ثم خالفك فيما تهواه عاقبته
بيد منبسطة و لسان منطلق؛ ثم قال لي: قم إلى مولاك و ابن مولاك فقبّل رأسه؛ فقمت
إليه و قام إليّ و أصلح الرشيد بيننا.
الغناء لابن
محرز ثقيل عن ابن المكّيّ. و فيه رمل بالوسطى.
أرسل إليه
الرشيد ذات ليلة فحضر ثم غناه و نادمه:
أخبرني محمد بن
مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
أرسل إليّ
الرشيد ذات ليلة، فدخلت إليه فإذا هو جالس و بين يديه جارية عليها قميص مورّد و
سراويل مورّدة و قناع مورّد كأنها ياقوتة على وردة؛ فلما رآني قال لي: اجلس، فجلست؛
فقال لي: غنّ، فغنّيت:
/
تشكّى الكميت الجري لما جهدته
و بيّن لو يسطيع أن يتكلّما
فقال: لمن هذا
اللحن؟ فقلت: لي يا أمير المؤمنين؛ فقال: هات لحن ابن سريج، فغنّيته إياه؛ فطرب و
شرب رطلا و سقي الجارية رطلا و سقاني رطلا؛ ثم قال: غنّ، فغنّيته:
فقال: لمن هذا
الصوت؟ فقلت: لي؛ فقال: قد كنت سمعت فيه لحنا آخر؛ فقلت: نعم، لحن ابن محرز؛ قال:
هاته، فغنّيته فطرب و شرب رطلا، ثم سقى الجارية رطلا و سقاني رطلا؛ ثم قال: غنّ،
فغنّيته: