responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 175

لا أمتع العوذ بالفصال و لا

أبتاع إلا قريبة الأجل‌

قال ابن الكوسج مولى آل حنين يجيبه:

ما يشرب البارد القراح و لا

يذبح من جفرة [1] و لا حمل [2]

كأنّه قردة يلاعبها

قرد بأعلى الهضاب من ملل‌

/ قال: فقال ابن هرمة: لئن لم أوت به مربوطا لأفعلنّ بآل حنين و لأفعلنّ؛ فوهبوا لابن/ الكوسج مائة درهم و ربطوه و أتوا به ابن هرمة فأطلقه [3]؛ فقال ابن الكوسج: و اللّه لئن عاد لمثلها لأعودنّ [4].

غنى ابن جامع الرشيد ما شغله به عن غيره فعلم إبراهيم مخارقا لحنا تفوّق به عليه:

أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات قال حدّثني هارون بن مخارق عن أبيه قال:

كنّا عند الرشيد في بعض أيامنا و معنا ابن جامع، فغنّاه ابن جامع و نحن يومئذ بالرّقّة:

هاج شوقا فراقك الأحبابا

فتناسيت أو نسيت الرّباب‌

حين صاح الغراب بالبين منهم‌

فتصاممت إذ سمعت الغرابا

لو علمنا أنّ الفراق وشيك‌

ما انتهينا حتى نزور القبابا

أو علمنا حين استقلّت نواهم‌

ما أقمنا حتّى نزمّ [5] الرّكابا

- الغناء لابن جامع رمل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق، و له فيه أيضا ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو. و ذكرت دنانير عن فليح أنّ فيه لابن سريج و ابن محرز لحنين-. قال: فاستحسنه الرشيد و أعجب به و استعاده مرارا و شرب عليه أرطالا حتى سكر، و ما سمع غيره و لا أقبل على أحد، و أمر لابن جامع بخمسة آلاف دينار؛ فلمّا انصرفنا قال لي إبراهيم: لا ترم [6] منزلك حتى أصير إليك؛ فصرت/ إلى منزلي، فلم أغيّر ثيابي حتى أعلمني الغلام بموافاته، فتلقّيته في دهليزي [7]، فدخل و جلس و أجلسني بين يديه ثم قال لي: يا مخارق، أنت فسيلة [8] منّي و حسني لك و قبيحي عليك، و متى تركنا ابن جامع على ما ترى غلبنا على الرّشيد، و قد صنعت صوتا على طريقة


[1] الجفرة: من أولاد الشاء إذا عظم و استكرش، قال أبو عبيد: إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر و جفر جنباه و فصل عن أمه و أخذ في الرعي فهو: جفر، و الأنثى جفرة.

[2] كذا في ط، ء، ح، و هو الأنسب للمعنى. و في سائر الأصول: «جمل» بالجيم.

[3] عبارة ط، ء: «فأطلقه و قال: و اللّه لئن عاد إلى مثلها لأعودنّ». و هي تفيد أن المهدّد ابن هرمة لا ابن الكوسج، على خلاف ما يفيده باقي الأصول.

[4] إلى هنا انتهى المؤلف من أخبار ابن هرمة و عاد إلى إبراهيم الموصلي، و لهذا عنونا به هذه الصفحة و ما بعدها إلى أخبار إسحاق.

[5] زم البعير: خطمه و وضع فيه الزمام.

[6] رام المكان يريمه: برحه، و أكثر ما يستعمل منفيا.

[7] الدهليز (بالكسر): اسم الممر الذي بين باب الدار و وسطها، فارسيّ معرّب. قال يحيى بن خالد: «ينبغي للإنسان أن يتأنق في دهليزه، لأنه وجه الدار، و منزل الضيف، و موقف الصديق حتى يؤذن له، و موضع العلم، و مقيل الخدم، و منتهى حدّ المستأذن».

[8] الفسيلة: النخلة الصغيرة تقلع من الأرض أو تقطع من الأم فنغترس.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست