طرب و زاد طربه و وصلني فأجزل، و لم ينتفع به أحد منهم غيري؛ فأخذت
منه و اللّه بها ألف ألف درهم و ألف ألف درهم.
رأى في منامه
من أرشده إلى الغناء في شعر ذي الرمة فغنى به الرشيد فأجزل صلته:
أخبرني جعفر بن
قدامة بن زياد الكاتب قال حدّثني [1] هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات قال
حدّثني أبو خالد الأسلميّ قال حدّثني محمد بن عمر الجرجانيّ قال:
قال إبراهيم
الموصليّ: أرتج عليّ فلم أجد شعرا أصوغ فيه غناء أغنّي فيه الرشيد،/ فدخلت إلى بعض
حجر داري مغموما، فأسبلت الستور عليّ و غلبتني عيني، فتمثّل لي/ في البيت شيخ أشوه
الخلقة، فقال لي: يا موصليّ، ما لي أراك مغموما؟ قلت: لم أصب شعرا أغنّي فيه
الرشيد الليلة؛ قال: فأين أنت عن قول ذي الرّمّة:
قال: و غنّاني
فيه بلحن و كرّره حتى علقته [10] فانتبهت و أنا أديره، فناديت جارية لي و أمرتها
بإحضار عود، و ما زلت أترنّم بالصوت و هي تضرب حتى استوى [لي] [11]؛ ثم صرت إلى
هارون فغنّيته إيّاه، فأسكت [12] المغنّين، ثم قال: أعد فأعدت، فما زال ليلته
يستعيدنيه، فلما أصبح أمر لي بثلاثين ألف درهم و بفرش البيت الذي كنّا فيه، و قال:
عليك بشعر ذي الرّمّة فغنّ فيه؛ فصنعت فيه غناء كثيرا، فكنت أغنّيه به [فيعجبه]
[11] و يجزل صلتي.
[1]
كذا ورد هذا السند في ط، ء قد ورد في سائر الأصول هكذا: «أخبرني جعفر بن قدامة بن
زياد الكاتب قال حدّثني هارون بن عمرو الجرجاني قال ... إلخ».
[6] في «شرح
شواهد الكبرى» للإمام العيني ( «الموضوع على هامش الخزانة» للبغدادي ج 2 ص 7 طبع
بولاق): «و التوى».
[7] ملاءة
الفجر: بياضه؛ شبه بالملاءة و هي الثوب الأبيض.
[8] في
ديوانه و شرح الشواهد الكبرى المذكور: «اعترى».
[9] البهمي
(للواحد و الجمع): نبت تجد به الغنم وجدا شديدا ما دام أخضر، فإذا يبس و عظم خرج
له شوك مثل شوك السنبل ثم كان كلأ يرعاه الناس حتى يصيبه المطر من عام مقبل و ينبت
من تحته حبه الذي سقط من سنبله. و النافض: يبس يقع فيها فينفضها؛ و هذا في أوّل
القيظ قبل شدّة الحر. قال أبو عمرو: نافض: يريد ريح الصيف، و شبه شوك البهمي إذا
وقعت عليه فابيض بنواصي خيل شقر.
(انظر «شرح
ديوان ذي الرمة» طبع أوروبا).
[10] كذا في
ط، ء. يريد: حتى علمته و حفظته، يقال: علق فلان أمره إذا علمه. و في سائر الأصول:
«عقلته».