قال محمد: فحدّثت بهذا الحديث إسحاق الموصليّ، فقال: كذب ابن
الزانية! و اللّه ما كان يجترئ [أن] [1] يدخل إلى أبي إسحاق و هو جالس للناس إلا
بعد جهد، فكيف يدخل إلى أبي إسحاق و هو جالس في الأبزن.
نسبة هذا
الصوت
الشعر و الغناء
لإبراهيم، و له فيه لحنان ماخوريّ بالوسطى عن عمرو، و ثاني ثقيل عن ابن المكيّ.
غنت المقتدر
إحدى جواريه لحنا له:
حدّثني جحظة
قال:
كان المقتدر
يدعونا في الأحايين، فكان يحضر من المغنّين إبراهيم بن أبي العبيس و كنيز و
إبراهيم بن قاسم و أنا و وصيف الزّامر، و كان أكثر ما ندعى له أنّ جواريه/ [كنّ]
[2] يطالبنه بإحضارنا ليأخذن منّا أصواتا قد عرفتها و يسمعننا، فنغنّي فيأخذن ما
يستحسنّه، فإذا انصرفنا أمر لكلّ واحد من إبراهيم و كنيز دبّة و إبراهيم بثلاثمائة
دينار، و لي بمائتي دينار، و لوصيف بمائتي دينار، و لسائر من لعلّه أن يحضر معنا
بمائتين إلى المائة الدّينار إلى الألف الدّرهم [3]، فيكون [4] إذا حضرنا من وراء
ستارة و هو جالس مع الجواري، فإذا أراد اقتراح شيء جاءنا الخدم فأمرونا أن
نغنّيه، و بين يدي كلّ واحد منا قنّينة فيها خمسة أرطال نبيذ و قدح و مغسل [5] و
كوز ماء؛ فغنّت يوما صلفة جارية زرياب بصنعة إبراهيم الموصليّ:
تغيّر منّي كلّ حسن و جدّة
و عاد على ثغري فأصبح أثرما
فشربت عليه،
فاستعاده المقتدر مرارا و أنا أشرب عليه؛ فأخذ إبراهيم بن أبي العبيس بكتفي و قال:
يا مجنون! إنما دعيت لتغنّي لا لتغنّي و تطرب و تشرب، فلعلّك تسكر، حسبك!؛ فأمسكت
طمعا أن تردّه بعد ذلك، فما فعلت و لا اجتمعنا بعدها، و ما سمعت قبل ذلك و لا بعده
أحدا غنّى هذا الصوت أحسن مما غنّته. قال: و كان المقتدر [6] ابتاعها من زرياب.
رأى سوداء
بمكة تبكي زوجها بشعر فبحث عنه حتى ردّه إليها:
أخبرني عمّي
قال حدّثني عبد اللّه بن [7] أبي سعد قال حدّثني أحمد بن القاسم بن جعفر بن سليمان
بن عليّ قال حدّثني إسحاق الموصليّ عن أبيه قال:
/ بينا أنا
بمكة أجول في سككها إذا أنا بسوداء قائمة ساهية باكية، فأنكرت حالها و أدمنت النظر
إليها؛ فبكت و قالت:
[1]
زيادة يقتضيها السياق، و في ط، ء: «ما كان غيري يدخل على أبي إسحاق ... إلخ».