فمضى فاحتال [1] لي عليه حتى أخذها عنه و نقلها إليّ، و قد [2] سقط
الآن اللّوم عنّي بإقراره، لأنه ليس عليّ أن أعرف ما صنعه هو و لم يخرجه إلى
الناس، و هذا باب من الغيب، و إنما يلزمني أن يعرف [3] هو شيئا من غناء الأوائل و
أجهله أنا، و إلّا فلو لزمني أن أروى صنعته للزمه أن/ يروى صنعتي، و لزم كلّ واحد
منا لسائر [4] طبقته و نظرائه مثل ذلك، فمن قصّر عنه كان مذموما ساقطا؛ فقال له
الرشيد: صدقت يا إبراهيم، و نضحت [5] عن نفسك، و قمت بحجّتك؛ ثم أقبل على ابن جامع
فقال له: يا إسماعيل، أتيت أتيت! دهيت دهيت! أبطل عليك الموصليّ ما فعلته به أمس و
انتصف اليوم منك؛ ثم دعا بالزّفّ فرضي عنه.
الأصوات التي
غنى بها ابن جامع و بيان ما يتصل بها:
قال عليّ بن
محمد: سألت خالي أبا عبد اللّه بن حمدون و قد تجارينا هذا الخبر: هل تعرف أصوات
ابن جامع هذه؟ فأخبرني أنه سمع إسحاق يحكى هذه القصّة، و ذكر أنّ الصوت الأوّل
منها:
الشعر لقيس بن
ذريح. و الغناء لابن جامع ثاني ثقيل بالوسطى. و فيه ليحيى المكيّ ثاني ثقيل آخر
بالخنصر و البنصر من كتابه. و فيه لإبراهيم ثقيل [7] أوّل عن الهشاميّ.