الشعر لعمر بن
أبي ربيعة. و لحن إبراهيم فيه ثاني ثقيل بالوسطى. و فيه لابن سريج رمل بالخنصر في
مجرى البنصر. و فيه لمالك خفيف ثقيل بالخنصر و البنصر عن يحيى المكيّ، و ذكره
إسحاق في هذه الطريقة و لم ينسبه إلى أحد، و قال الهشاميّ: أدلّ شيء على أنه
لمالك شبهه للحنه:
اسلمي يا دار من هند
/ و فيه لمتيّم ثقيل أوّل. و أما لحن إسحاق
الذي فاخر به صنعة أبيه، فقد كتب شعره و الصنعة فيه- و هما جميعا لإسحاق، و لحنه
ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو- في أخبار إسحاق.
كان زلزل في
الحبس فعمل فيه إبراهيم شعرا و غناه الرشيد فأطلقه:
و ذكر أحمد بن
أبي طاهر أنّ حمّاد بن إسحاق حدّثه عن أبيه قال:
كان الرشيد قد
وجد على منصور زلزل لشيء بلغه عنه، فحبسه [5] عشر سنين أو نحوها؛ فقام الرشيد
يوما لحاجته، فجعل إبراهيم يغنّي صوتا صنعه في شعر كان قاله في حبس زلزل، و هو:
- الشعر و الغناء لإبراهيم خفيف ثقيل بالوسطى
عن عمرو- قال: و دخل الرشيد و هو في ذلك/ فجلس في مجلسه، ثم قال: يا إبراهيم، أيّ
شيء كنت تقول؟ فقال: خيرا يا سيّدي؛ فقال: هاته فتلكّأ، فغضب الرشيد و قال:
هاته فلا مكروه
عليك، فردّ الغناء؛ فقال له: أ تحبّ أن تراه؟ فقال: و هل ينشر أهل القبور؟ فقال:
هاتوا زلزلا، فجاءوا به و قد ابيضّ رأسه و لحيته فسرّ به إبراهيم؛ و أمره فجلس، و
أمر/ إبراهيم فغنّى و ضرب عليه فزلزلا الدنيا، و شرب الرشيد على ذلك رطلا، و أمر
بإطلاق زلزل و أسنى جائزتهما و رضي عنه و صرفه إلى منزله. قال: و زلزل
[3] في
«الكامل» للمبرد: «فتهانفن». و الإهناف و المهانفة و التهانف: ضحك فيه فتور كضحك
المستهزئ. و خصه بعضهم بضحك النساء. (راجع «الكامل» للمبرد ص 594 طبع ليبزج و
الحاشية رقم 3 ص 186 من الجزء الأول من «الأغاني» من هذه الطبعة).
[4] كذا في
ط، ء. و في سائر الأصول: «و الشعر جميعا ...».
[5] كذا في
ط، ء. و في سائر الأصول: «فحبسه عنه» بزيادة كلمة عنه.
[6] يريد
بالأربعة: اللحاظين و الموقين للعنيين، فإن الدمع يجري من الموقين فإذا غلب و كثر
جرى من اللحاظين أيضا.