أخبرنا أبو
خليفة الفضل بن الحباب مما أجاز لنا روايته عنه من حديثه و أخباره مما ذكره منها
عن محمد بن سلّام الجمحيّ عن أبي الغرّاف، و أخبرنا به أحمد بن عبد العزيز و حبيب
بن نصر، قالا حدّثنا عمر بن شبّة [عن محمد [3] بن سلّام] عن أبي الغرّاف [4]:
أن النابغة
هاجى أوس بن مغراء؛ قال: و لم يكن أوس مثله و لا قريبا منه في الشعر؛ فقال
النابغة: إني و إياه لنبتدر بيتا، أيّنا سبق إليه غلب صاحبه؛ فلما بلغه قول أوس:
لعمرك ما تبلى سرابيل عامر
من اللؤم ما دامت عليها جلودها
قال النابغة:
هذا البيت الذي كنا نبتدر إليه. فغلّب أوس عليه.
قال أبو زيد
[5]: فحدّثني المدائنيّ أنهما اجتمعا في المربد [6] فتنافرا و تهاجيا، و حضرهما
العجّاج و الأخطل و كعب بن جعيل، فقال أوس:
[1]
الفلج (بالتحريك): موضع لبني جعدة بن قيس بنجد، و هو في أعلى بلاد قيس، و فيه قال
الراجز:
نحن بنو جعدة أرباب الفلج
نضرب بالبيض و نرجو بالفرج
(راجع «معجم ما استعجم» ج 2 ص 714).
[2] تهام:
منسوب إلى تهامة. و يجوز في النسبة إلى تهامة تهامى (بكسر التاء و تشديد الياء) و
تهام (بفتح التاء و حذف الياء) كيمان و شآم، أي إذا فتحت التاء حذفت الياء. و قال سيبويه:
و منهم من يقول: تهاميّ و يمانيّ و شآميّ بالفتح و التشديد. و الألف في تهام (بفتح
التاء و حذف الياء) أصلية و في يمان و شآم عارضة. و قيل: إن تهاميا (بتخفيف الياء)
منسوب إلى تهم بمعنى تهامة، فلما حذفت إحدى الياءين عوّضت عنها الألف. و على هذا
تكون الألف عارضة في الكل.
[3] التكملة
عن م. إذ لم نجد في المراجع التي بين أيدينا أنّ عمر بن شبة يروى عن أبي الغرّاف و
إنما الذي يروى عنه هو محمد بن سلام.
[4] كذا في
م، ج (بالغين المعجمة)، و هو الموافق لما في «طبقات الشعراء» للجمحيّ ص 81 و
«النقائض» ص 240)، و هو أبو الغرّاف الضبيّ. و في باقي الأصول: «العرّاف» بالعين
المهملة، و هو تصحيف.
[5] في م:
«قال ابن دريد فحدّثني أبو زيد أنهما ...».
[6] المربد
(كمنبر): موضع بالبصرة كان مجتمعا للقوم.
[7] الورد
(بالكسر): الجيش، و هو أيضا الإشراف على الماء و غيره دخله أو لم يدخله.
[9] ربدا:
جمع ربداء و هي من النعام ما كان لونها سودا مختلطا، و قيل: ما كان كله سوادا، و
قيل: ما كان بين السواد و الغبرة.
[10] معدّ:
أبو حيّ من العرب. و إلى معد ينتسب أوس بن مغراء، و بهذا النسب يفخر على النابغة.
و كاهل القوم: معتمدهم في الملمات و سندهم في المهمات، و هو مأخوذ من كاهل الظهر
لأن عنق الفرس يتساند إليه إذا أحضر. قال الشاعر: