responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 12

الإسلام. و مرّ بحيّ من بني سعد نزول بين ظهري بني جعدة بالفلج [1]، فأغار بسر على الحيّ السّعديّين فقتل منهم و أسر؛ فقال أوس بن مغراء في ذلك:

مشرّين ترعون النّجيل و قد غدت‌

بأوصال قتلاكم كلاب مزاحم‌

- المشرّ: الذي قد بسط ثوبه في الشمس. و النجيل: جنس من الحمض- فقال النابغة يجيبه:

/

متى أكلت لحومكم كلابي‌

أكلت يديك من جرب تهام [2]

أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب مما أجاز لنا روايته عنه من حديثه و أخباره مما ذكره منها عن محمد بن سلّام الجمحيّ عن أبي الغرّاف، و أخبرنا به أحمد بن عبد العزيز و حبيب بن نصر، قالا حدّثنا عمر بن شبّة [عن محمد [3] بن سلّام‌] عن أبي الغرّاف [4]:

أن النابغة هاجى أوس بن مغراء؛ قال: و لم يكن أوس مثله و لا قريبا منه في الشعر؛ فقال النابغة: إني و إياه لنبتدر بيتا، أيّنا سبق إليه غلب صاحبه؛ فلما بلغه قول أوس:

لعمرك ما تبلى سرابيل عامر

من اللؤم ما دامت عليها جلودها

قال النابغة: هذا البيت الذي كنا نبتدر إليه. فغلّب أوس عليه.

قال أبو زيد [5]: فحدّثني المدائنيّ أنهما اجتمعا في المربد [6] فتنافرا و تهاجيا، و حضرهما العجّاج و الأخطل و كعب بن جعيل، فقال أوس:

/

لمّا رأت جعدة منا وردا [7]

ولّوا نعاما في البلاد [8] ربدا [9]

إنّ لنا عليكم معدّا [10]

كاهلها و ركنها الأشدّا


[1] الفلج (بالتحريك): موضع لبني جعدة بن قيس بنجد، و هو في أعلى بلاد قيس، و فيه قال الراجز:

نحن بنو جعدة أرباب الفلج‌

نضرب بالبيض و نرجو بالفرج‌

(راجع «معجم ما استعجم» ج 2 ص 714).

[2] تهام: منسوب إلى تهامة. و يجوز في النسبة إلى تهامة تهامى (بكسر التاء و تشديد الياء) و تهام (بفتح التاء و حذف الياء) كيمان و شآم، أي إذا فتحت التاء حذفت الياء. و قال سيبويه: و منهم من يقول: تهاميّ و يمانيّ و شآميّ بالفتح و التشديد. و الألف في تهام (بفتح التاء و حذف الياء) أصلية و في يمان و شآم عارضة. و قيل: إن تهاميا (بتخفيف الياء) منسوب إلى تهم بمعنى تهامة، فلما حذفت إحدى الياءين عوّضت عنها الألف. و على هذا تكون الألف عارضة في الكل.

[3] التكملة عن م. إذ لم نجد في المراجع التي بين أيدينا أنّ عمر بن شبة يروى عن أبي الغرّاف و إنما الذي يروى عنه هو محمد بن سلام.

[4] كذا في م، ج (بالغين المعجمة)، و هو الموافق لما في «طبقات الشعراء» للجمحيّ ص 81 و «النقائض» ص 240)، و هو أبو الغرّاف الضبيّ. و في باقي الأصول: «العرّاف» بالعين المهملة، و هو تصحيف.

[5] في م: «قال ابن دريد فحدّثني أبو زيد أنهما ...».

[6] المربد (كمنبر): موضع بالبصرة كان مجتمعا للقوم.

[7] الورد (بالكسر): الجيش، و هو أيضا الإشراف على الماء و غيره دخله أو لم يدخله.

[8] في م: «في الفلاة».

[9] ربدا: جمع ربداء و هي من النعام ما كان لونها سودا مختلطا، و قيل: ما كان كله سوادا، و قيل: ما كان بين السواد و الغبرة.

[10] معدّ: أبو حيّ من العرب. و إلى معد ينتسب أوس بن مغراء، و بهذا النسب يفخر على النابغة. و كاهل القوم: معتمدهم في الملمات و سندهم في المهمات، و هو مأخوذ من كاهل الظهر لأن عنق الفرس يتساند إليه إذا أحضر. قال الشاعر:

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست