الشعر
للنّميريّ [1] الثّقفيّ. و الغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالخنصر في مجرى البنصر عن
إسحاق و يحيى المكّيّ و عمرو بن بانة. و ذكر حبش أن فيه لعزّة الميلاء لحنا من
الثقيل الأوّل.
أنشده يحيى
بن خالد بيتا فثناه و غنى فيه فأجازه:
أخبرني محمد بن
مزيد و أحمد بن جعفر جحظة قالا حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال، و أخبرني الصّوليّ قال
حدّثني عون بن محمد جميعا عن إسحاق عن أبيه قال:
رأيت يحيى بن
خالد خارجا من قصره الذي عند باب الشّمّاسيّة يريد قصره الذي بباب البردان [2] و
هو يتمثّل:
/ قال: و صنعت فيه لحنا- قال الصّوليّ في خبره:
و هو من خفيف الثّقيل- ثم صرت إليه فغنّيته إيّاه؛ فأمر لي بألف دينار و بدابّته
التي [4] كانت تحته يومئذ بسرجها و لجامها؛ فقلت له: جزاك اللّه من سيّد خيرا،
فإنك تأتي الأنفس و هي شوارد فتقرّها، و الأهواء و هي سقيمة فتصحّها؛ فأمر لي بألف
دينار أخرى.
قال إبراهيم:
ثم ضرب الدهر من ضربه [5]، فبينا أنا أسير معه إذ لقيه العبّاس بن الأحنف، و كان
ساخطا عليه لشيء بلغه عنه، فترجّل له و أنشده:
صوت
باللّه يا غضبان إلّا رضيت
أذاكر للعهد أم قد نسيت
فقال: بل ذاكر
يا أبا الفضل؛ فأضفت إلى هذا البيت:
لو كنت أبغي غير ما تشتهي
دعوت أن تبلى كما قد بليت
و صنعت فيه
لحنا- قال الصّوليّ في خبره: هو ثقيل أوّل- قال: و غنّيته به، فأمر لي بألفي دينار
و ضحك؛ فقلت: من أيّ شيء تضحك يا سيّدي؟ لا زلت ضاحكا مسرورا! فقال: ذكرت ما جرى
في الصوت الأوّل و أنه كان
[1]
هو محمد بن عبد اللّه بن نمير، شاعر غزل، من شعراء الدولة الأموية، مولده و منشؤه
بالطائف. و كان يهوى زينب بنت يوسف بن الحكم أخت الحجاج بن يوسف، و له فيها أشعار
كثيرة يتشبب بها. و له ترجمة في «الأغاني» (ج 6 ص 24 طبع بولاق).
[2] البردان
(بفتح الباء الموحدة و الراء و الدال المهملتين): قرية من قرى بغداد عامرة و هي
على شاطئ دجلة الشرقيّ، و بينها و بين بغداد خمسة فراسخ.