responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 528

/ أنّ ابن هرمة كان مغرما بالنبيذ، فمرّ على جيرانه و هو شديد [1] السّكر حتى دخل منزله. فلمّا كان من الغد دخلوا عليه [2] فعاتبوه على الحال التي رأوه عليها؛ فقال لهم: أنا في طلب مثلها منذ دهر، أ ما سمعتم قولي:

أسأل اللّه سكرة قبل موتي‌

و صياح الصّبيان يا سكران‌

قال: فنفضوا ثيابهم و خرجوا، و قالوا: ليس يفلح و اللّه هذا أبدا.

لم يحمل جنازته إلا أربعة نفر و كان ذلك مصداقا لشعر له:

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال: أنشدني عمّي لابن هرمة:

ما أظنّ الزمان يا أمّ عمر [3]

تاركا إن هلكت من يبكيني‌

قال: فكان و اللّه كذلك؛ لقد مات فأخبرني من رأى جنازته ما يحملها إلّا أربعة نفر، حتّى دفن بالبقيع.

ولد سنة 90 ه و مدح المنصور و عمره خمسون سنة و عاش بعد ذلك طويلا:

قال يحيى بن عليّ- أراه [4] عن البلاذريّ-: ولد ابن هرمة سنة تسعين، و أنشد أبا جعفر المنصور في سنة أربعين و مائة قصيدته التي يقول فيها:

إنّ الغواني قد أعرضن مقلية

لمّا رمى هدف الخمسين ميلادي‌

قال: ثم عمّر بعدها مدّة طويلة.


[1] في «مختار الأغاني» لابن منظور (ج 1 ص 92 طبع مصر): «منبتّ سكرا» أي منقطع. و في ء، ط، م: «فمر على جيرانه و هو مثبت سكرا» بالثاء المثلثة و هو تصحيف عن «منبت».

[2] كذا في «مختار الأغاني» لابن منظور. و في جميع الأصول: «إليه».

[3] في ح: «يا أم سعد».

[4] في م: «رواه عن البلاذريّ».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست