طلب من محمد
بن عمران علفا بإغراء محمد الزهري فأعطاه كل ما ورده:
و قال هارون
حدّثنا حمّاد عن عبد اللّه بن إبراهيم الحجبيّ:
أنّ إبلا لمحمد
بن عمران تحمل علفا مرّت بمحمد بن عبد العزيز الزّهريّ و معه ابن هرمة، فقال: يا
أبا إسحاق، أ لا تستعلف محمد بن عمران! و هو يريد أن يعرّضه لمنعه فيهجوه. فأرسل
ابن هرمة في أثر الحمولة رسولا حتّى وقف على ابن عمران، فأبلغه رسالته؛ فردّ إليه
الإبل بما عليها، و قال: إن احتجت إلى غيرها زدناك. فأقبل ابن هرمة على محمد بن
عبد العزيز فقال له: اغسلها عنّي، فإنّه إن علم أنّي استعلفته و لا دابّة لي وقعت
منه [1] في سوأة. قال: بما ذا؟ قال: تعطيني حمارك. قال: هو لك بسرجه و لجامه. فقال
ابن هرمة: من حفر حفرة سوء وقع فيها.
وفد على
السري بن عبد اللّه باليمامة و مدحه فأكرمه و كان يحب أن يفد عليه:
أخبرني الحرميّ
بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا أبو يحيى هارون بن عبد
اللّه الزّهريّ عن ابن زريق [2]، و كان منقطعا إلى أبي العبّاس [3] بن محمد و كان
من أروى الناس، قال:
كنت مع السّريّ
بن عبد اللّه باليمامة، و كان يتشوّق إلى إبراهيم بن عليّ بن هرمة و يحبّ أن يفد
عليه؛ فأقول:
ما يمنعك أن
تكتب إليه؟ فيقول: أخاف أن يكلّفني من المئونة ما لا أطيق. فكنت أكتب بذلك إلى ابن
هرمة، فكره [4] أن يقدم عليه إلّا بكتاب منه؛ ثم غلب فشخص إليه، فنزل عليّ و معه
راويته ابن ربيح. فقلت له: ما منعك [5] من القدوم على الأمير و هو من الحرص/ على
قدومك على ما كتبت به إليك؟ قال: الذي منعه من الكتاب إليّ. فدخلت على السّريّ
فأخبرته بقدومه؛ فسرّ بذلك و جلس للناس مجلسا عامّا، ثم أذن لابن هرمة فدخل عليه و
معه راويته ابن ربيح. و كان ابن هرمة قصيرا دميما أريمص [6]، و كان ابن ربيح طويلا
جسيما نقيّ الثياب. فسلّم