فليح رجل من
أهل مكة، مولى لبني مخزوم، و لم يقع إلينا اسم أبيه. و هو أحد مغنّي الدولة
العبّاسيّة، له محلّ كبير من صناعته، و موضع جليل. و كان إسحاق إذا عدّ من سمع من
المحسنين ذكره فيهم و بدأ به. و هو أحد الثلاثة الذين اختاروا المائة الصوت
للرشيد.
مدح إسحاق
الموصلي غناءه:
أخبرني أحمد بن
جعفر جحظة قال حدّثني ابن المكّيّ عن أبيه عن إسحاق قال:
ما سمعت أحسن
غناء من فليح بن أبي العوراء و ابن جامع: فقلت له: فأبو إسحاق؟ (يعني أباه)؛ فقال:
كان هذان لا يحسنان/ غير الغناء، و كان أبو إسحاق فيه مثلهما، و يزيد عليهما فنونا
من الأدب و الرواية لا يداخلانه فيها.
كان يحكي
الأوائل فيصيب و يحسن:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا يزيد بن محمد [1] المهلّبيّ قال:
قال لي إسحاق:
أحسن من سمعت غناء عطرّد و فليح.
و كان [2] فليح
أحد الموصوفين بحسن الغناء المسموع في أيّامه، و هو أحد من كان يحكي الأوائل فيصيب
و يحسن.
أمره الرشيد
بتعليم ابن صدقة صوتا له:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات قال حدّثني محمد بن محمد
العنبسيّ قال حدّثني محمد بن الوليد الزّبيريّ قال:
/ سمعت كثير بن
المحوّل يقول: كان مغنّيان بالمدينة يقال لأحدهما فليح بن أبي العوراء، و الآخر
سليمان بن
[1]
كذا في ء، ط، م. و في سائر النسخ: «محمد بن يزيد المهلبي» و هو خطأ.
[2] في س، م،
ح، زيادة قبل هذا الخبر هي: «و قال حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال:
كان فليح أحد الموصوفين ... إلخ».