responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 497

عروضه من المتقارب. الشعر و الغناء لأبي سعيد مولى فائد، و لحنه من الثقيل الأوّل بالبنصر من رواية عمرو بن بانة و إسحاق و غيرهما.

و مما قاله فيهم و غنّى فيه على أنّه قد نسب إلى غيره:

صوت‌

أثّر الدهر في رجالي فقلّوا

بعد جمع فراح عظمي مهيضا/

ما تذكّرتهم فتملك عيني‌

فيض غرب و حقّ لي أن تفيضا

/ الشعر و الغناء لأبي سعيد خفيف ثقيل بالوسطى عن ابن المكيّ و الهشاميّ. و روى الشّيعيّ عن عمر بن شبّة عن إسحاق أنّ الشعر لسديف و الغناء للغريض. و لعلّه و هم.

و منها:

صوت‌

أولئك قومي بعد عزّ و منعة

تفانوا فإلّا تذرف العين أكمد

كأنّهم لا ناس للموت غيرهم‌

و إن كان فيهم منصفا غير معتدي‌

الشعر و الغناء لأبي سعيد. و فيه لحن لمتيّم.

ركب المأمون إلى جبل الثلج فغناه علوية بشعر ندب فيه بني أمية فسبه ثم كلم فيه فرضي:

أخبرني عبد اللّه بن الرّبيع قال حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال حدّثني عمّي طيّاب بن إبراهيم قال:

ركب المأمون بدمشق يتصيّد حتّى بلغ جبل الثّلج، فوقف في بعض الطريق على بركة عظيمة في جوانبها أربع سروات [1] لم ير أحسن منها و لا أعظم، فنزل المأمون و جعل ينظر إلى آثار بني أميّة و يعجب منها و يذكرهم، ثم دعا بطبق عليه بزماورد [2] و رطل نبيذ؛ فقام علّويه فغنّى:

أولئك قومي بعد عزّ و منعة

تفانوا فإلّا تذرف العين أكمد

/ قال: فغضب المأمون و أمر برفع الطبق، و قال: يا ابن الزانية! أ لم يكن لك وقت تبكي فيه على قومك إلّا هذا الوقت! قال: نعم أبكي عليهم! مولاكم زرياب [3] يركب معهم في مائة غلام، و أنا مولاهم معكم أموت جوعا!


[1] السرو: شجر حسن الهيئة قويم الساق، واحده سروة.

[2] البزماورد: طعام يسمى لقمة القاضي، و فخذ الست، و لقمة الخليفة، و هو مصنوع من اللحم المقلي بالزبد و البيض. و في «شفاء الغليل»: «زماورد» و العامة تقول: «بزماورد»: كلمة فارسية استعملتها العرب للرقاق الملفوف باللحم.

[3] زرياب: هو علي بن نافع المغني مولى المهدي و معلم إبراهيم الموصلي، صار إلى الشأم ثم صار إلى المغرب إلى بني أمية، فقدم الأندلس على عبد الرحمن الأوسط سنة 136 ه فركب بنفسه لتلقيه، كما حكاه ابن خلدون. و زرياب لقب غلب عليه ببلده، لسواد لونه مع فصاحة لسانه، شبه بطائر أسود غرّاد. و كان شاعرا مطبوعا و أستاذا في الموسيقى. (انظر «شرح القاموس» مادة زرب، «و تاريخ بغداد» لابن طيفور ج 6 ص 284 طبع أوروبا).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 497
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست