/ فتغيّر لون أبي العبّاس و أخذه زمع [8] و
رعدة؛ فالتفت بعض ولد سليمان بن عبد الملك إلى رجل منهم، و كان إلى جنبه، فقال:
قتلنا و اللّه العبد. ثم أقبل أبو العبّاس عليهم فقال: يا بني الفواعل، أرى قتلاكم
من أهلي قد سلفوا و أنتم أحياء تتلذّذون في الدنيا! خذوهم! فأخذتهم الخراسانيّة
بالكافر [9] كوبات، فأهمدوا، إلّا ما كان من عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
فإنّه استجار بداود بن عليّ و قال له: إنّ أبي لم يكن كآبائهم و قد علمت صنيعته
إليكم؛ فأجاره و استوهبه من السفّاح، و قال له: قد علمت يا أمير المؤمنين صنيع
أبيه إلينا. فوهبه له و قال له: لا تريني وجهه، و ليكن بحيث تأمنه؛ و كتب إلى
عمّاله في النواحي بقتل بني أميّة.
سبب قتل
السفاح لبني أمية و تشفيه فيهم:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني أحمد بن سعيد الدّمشقيّ قال حدّثنا الزّبير بن بكّار عن عمّه:
أنّ سبب قتل
بني أمية: أنّ السفاح أنشد قصيدة مدح بها، فأقبل على بعضهم فقال: أين هذا مما
مدحتم به! فقال: هيهات! لا يقول و اللّه أحد فيكم مثل قول ابن قيس الرّقيّات فينا:
ما نقموا من
بني أميّة إلّا أنّهم يحلمون إن غضبوا
و أنّهم معدن الملوك و لا
تصلح إلّا عليهم العرب
فقال له: يا
ماصّ كذا من أمّه! أ و إنّ الخلافة لفي نفسك بعد! خذوهم! فأخذوا فقتلوا.
[2] هو زيد
بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، قتل في أيام هشام بن عبد الملك.
[3] كذا في
ء، ط، م. و في سائر النسخ: «و قتيلا». و يعني به حمزة بن عبد المطلب، قتله يوم أحد
وحشيّ غلام جبير بن مطعم.
[4] المهراس
فيما ذكر المبرد: ماء بأحد؛ روي أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم عطش يوم أحد
فجاءه عليّ في درقة بماء من المهراس، فعافه و غسل به الدم عن وجهه. قال المبرد في
«الكامل»: و إنما نسب شبل قتل حمزة إلى بني أمية لأن أبا سفيان بن حرب كان قائد
الناس يوم أحد.
[5] الإمام
الذي بحرّان: هو إبراهيم الإمام رأس الدعوة العباسية، و قد قتله مروان بن محمد آخر
خلفاء بني أمية صبرا.