كان ابن
الأعرابي ينشد شعر العبلي فصحّفه فردّه أبو هفان:
أخبرني محمد بن
يحيى قال حدّثنا الحزنبل قال:
كنّا عند ابن/
الأعرابيّ و حضر معنا أبو هفان [2]، فأنشدنا ابن الأعرابيّ عمن أنشده قال: قال ابن
أبي سبة العبليّ [3]:
أفاض المدامع قتلى كذا
و قتلى بكبوة لم ترمس
فغمز أبو هفّان
رجلا و قال له: قل له: ما معنى «كذا»؟ قال: يريد كثرتهم. فلمّا قمنا قال لي أبو
هفّان:
أسمعت إلى هذا
المعجب الرّقيع! صحّف اسم الرجل، هو ابن أبي سنّة، فقال: ابن أبي سبّة؛ و صحّف في
بيت واحد موضعين، فقال: «قتلى كذا» و هو كدى، و «قتلى بكبوة» و هو بكثوة. و أغلظ
عليّ من هذا أنه يفسّر تصحيفه بوجه وقاح. و هذا الشعر الذي غنّاه أبو سعيد يقوله
أبو عديّ عبد اللّه بن عمر العبليّ فيمن قتله عبد اللّه بن عليّ بنهر أبي فطرس أبو
العبّاس السفّاح أمير المؤمنين بعدهم من بني أميّة. و خبرهم و الوقائع التي كانت
بينهم مشهورة يطول ذكرها جدّا. و نذكر هاهنا ما يستحسن منها.
لأبي سعيد بن
أبي سنة، مع أنه في الخبر الذي تقدّمه نسبها لعبد اللّه بن عمر العبليّ، و سينسبها
إليه بعد أسطر، كما نسبها إليه أيضا في ترجمته الخاصة به في (ج 11 ص 293- 309 من
هذه الطبعة).
[2] أبو
هفان: كنية عبد اللّه بن أحمد الهزمي، كما في «معجم ياقوت» في كلامه على «كثوة».
[3] كذا في
جميع الأصول. و يلاحظ أن «العبليّ» ليس نسبة لأبي سنة، و إنما هو نسبة لأبي عديّ
عبد اللّه بن عمر صاحب هذا الشعر، كما سيذكره المؤلف في هذا الخبر بعد قليل.