كى المهديّ و
قال: أحسنت يا أبا سعيد أحسن اللّه إليك! لا تعد في غنائه، و حباه و كساه و أمر
بردّه إلى الحجاز.
فقال له أبو
سعيد: و لكن اسمعه يا أمير المؤمنين من منّة جارية البرامكة. و أظنّ حكاية من حكى
ذلك عن المهديّ غلطا؛ لأن منّة جارية البرامكة لم تكن في أيّام المهديّ، و إنما
نشأت و عرفت في أيّام الرشيد.
و قد حدّثني
أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثني هبة اللّه بن إبراهيم بن المهديّ عن أبيه أنّه هو
الذي لقي أبا سعيد مولى فائد و جاراه هذه القصّة. و ذكر ذلك أيضا حمّاد بن إسحاق
عن إبراهيم بن المهديّ. و قد يجوز أن يكون إبراهيم بن المهديّ و إسحاق سألاه عن
هذا الصوت فأجابهما فيه بمثل ما أجاب المهديّ. و أمّا خبر إبراهيم بن المهديّ
خاصّة فله معان غير هذه، و الصوت الذي سأله عنه غير هذا؛ و سيذكر بعد انقضاء هذه
الأخبار لئلّا تنقطع.
أراده
إبراهيم بن المهدي على الذهاب إلى بغداد فأبى:
و أخبرني
إسماعيل [3] بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة:
أنّ إبراهيم بن
المهديّ لقي أبا سعيد مولى فائد؛ و ذكر الخبر بمثل الذي قبله، و زاد فيه: فقال له:
اشخص معي إلى بغداد، فلم يفعل. فقال: ما كنت لآخذك بما لا تحبّ، و لو كان غيرك
لأكرهته على ما أحبّ، و لكن دلّني/ على من ينوب/ عنك. فدلّه على ابن جامع، و قال
له: عليك بغلام من بني سهم قد أخذ عنّي و عن نظرائي