responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 477

نحسد فيها على النّعيم و ما

يولع إلّا بالنّعمة الحسد

أيّام سلمى غريرة [1] أنف‌

كأنّها خوط بانة رؤد [2]

ويحي غدا إن غدا عليّ بما

أكره من لوعة الفراق غد

قد كنت أبكي من الفراق و حيّ‌

انا جميع و دارنا صدد [3]

فكيف صبري و قد تجاوب بال

فرقة منها الغراب و الصّرد

/ دع عنك سلمى لغير مقلية

و عدّ مدحا بيوته شرد

للأفضل الأفضل الخليفة عب

د اللّه من دون شأوه صعد

في وجهه النّور يستبان كما

لاح سراج النّهار إذ يقد

/ يمضي على خير ما يقول و لا

يخلف ميعاده إذا يعد

من معشر لا يشمّ من خذلوا

عزّا و لا يستذلّ من رفدوا

بيض عظام الحلوم حدّهم‌

ماض حسام و خيرهم عتد [4]

أنت إمام الهدى الذي أصلح اللّ‌

ه به الناس بعد ما فسدوا

لمّا أتى الناس أنّ ملكهم‌

إليك قد صار أمره سجدوا

و استبشروا بالرضا تباشرهم‌

بالخلد لو قيل إنّكم خلد

و عجّ بالحمد أهل أرضك‌

حتّى كاد يهتزّ فرحة أحد

و استقبل الناس عيشة أنفا

إن تبق فيها لهم فقد سعدوا

رزقت من ودّهم و طاعتهم‌

ما لم يجده لوالد ولد

أثلجهم منك أنّهم علموا

أنّك فيما وليت مجتهد

و أنّ ما قد صنعت من حسن‌

مصداق ما كنت مرّة تعد

ألّفت أهواءهم فأصبحت الأ

ضغان سلما و ماتت الحقد

كنت أرى أنّ ما وجدت من ال

فرحة لم يلق مثله أحد

حتّى رأيت العباد كلّهم‌

قد وجدوا من هواك ما أجد


[1] غريرة: بلهاء لصغر سنها و قلة تجاربها. و أنف: عذراء.

[2] الخوط: الغصن. و الرّؤد: الغصن أرطب ما يكون و أرخصه؛ و ذلك حين يكون في السنة التي نبت فيها. تشبه به الجارية الحسنة الشباب من النعمة.

[3] يقال: دار فلان صدد دار فلان و بصددها أي قبالتها.

[4] عند: حاضر معدّ.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست