نحسد فيها على النّعيم و ما
يولع إلّا بالنّعمة الحسد
أيّام سلمى غريرة [1] أنف
كأنّها خوط بانة رؤد [2]
ويحي غدا إن غدا عليّ بما
أكره من لوعة الفراق غد
قد كنت أبكي من الفراق و حيّ
انا جميع و دارنا صدد [3]
فكيف صبري و قد تجاوب بال
فرقة منها الغراب و الصّرد
/ دع عنك سلمى لغير مقلية
و عدّ مدحا بيوته شرد
للأفضل الأفضل الخليفة عب
د اللّه من دون شأوه صعد
في وجهه النّور يستبان كما
لاح سراج النّهار إذ يقد
/ يمضي على خير ما يقول و لا
يخلف ميعاده إذا يعد
من معشر لا يشمّ من خذلوا
عزّا و لا يستذلّ من رفدوا
بيض عظام الحلوم حدّهم
ماض حسام و خيرهم عتد [4]
أنت إمام الهدى الذي أصلح اللّ
ه به الناس بعد ما فسدوا
لمّا أتى الناس أنّ ملكهم
إليك قد صار أمره سجدوا
و استبشروا بالرضا تباشرهم
بالخلد لو قيل إنّكم خلد
و عجّ بالحمد أهل أرضك
حتّى كاد يهتزّ فرحة أحد
و استقبل الناس عيشة أنفا
إن تبق فيها لهم فقد سعدوا
رزقت من ودّهم و طاعتهم
ما لم يجده لوالد ولد
أثلجهم منك أنّهم علموا
أنّك فيما وليت مجتهد
و أنّ ما قد صنعت من حسن
مصداق ما كنت مرّة تعد
ألّفت أهواءهم فأصبحت الأ
ضغان سلما و ماتت الحقد
كنت أرى أنّ ما وجدت من ال
فرحة لم يلق مثله أحد
حتّى رأيت العباد كلّهم
قد وجدوا من هواك ما أجد
[2] الخوط: الغصن. و الرّؤد: الغصن أرطب ما يكون و أرخصه؛ و ذلك حين يكون في السنة التي نبت فيها. تشبه به الجارية الحسنة الشباب من النعمة.
[3] يقال: دار فلان صدد دار فلان و بصددها أي قبالتها.
[4] عند: حاضر معدّ.