responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 468

في الشراب. قال: ليس لذلك أعطيتك، إنّما دفعته إليك لتناوله الغلام، و غضب. فرفع القوم أيديهم كأنّ صاعقة نزلت [1] على الخوان؛ فذهبت أقوم، فقال: اقعد. فلمّا خلا البيت افترى عليّ، ثم قال: يا عاضّ كذا و كذا! أردت أن تفضحني، و لو لا أنّك خالي لضربتك ألف سوط! ثم نهى الحاجب عن إدخالي، و قطع عني أرزاقي. فمكثت ما شاء اللّه. ثم دخلت عليه يوما متنكرا، فلم يشعر إلّا و أنا بين يديه و أنا أقول:

يا ابن الخلائف ما لي بعد تقربة

إليك أقصى و في حاليك لي عجب‌

ما لي أذاد [2] و أقصى [3] حين أقصدكم‌

كما توقّي من ذي العرّة [4] الجرب‌

كأنّني لم يكن بيني و بينكم‌

إلّ [5] و لا خلّة ترعى و لا نسب‌

لو كان بالودّ يدنى منك أزلفني‌

بقربك الود و الإشفاق و الحدب‌

و كنت دون رجال قد جعلتهم‌

دوني إذ ما رأوني مقبلا قطبوا [6]

/ إن يسمعوا الخير يخفوه و إن سمعوا

شرّا أذاعوا و إن لم يسمعوا كذبوا

رأوا صدودك عنّي في اللّقاء فقد

تحدّثوا أنّ حبلى منك منقضب/

فذو الشّماتة مسرور بهيضتنا

و ذو النّصيحة و الإشفاق مكتئب‌

قال: فتبسّم و أمرني بالجلوس فجلست. و رجع إليّ و قال: إيّاك أن تعاود. و تمام هذه القصيدة:

أين الذّمامة و الحقّ الذي نزلت‌

بحفظه و بتعظيم له الكتب‌

و حوكي الشّعر أصفيه و أنظمه‌

نظم القلائد فيها الدّرّ و الذهب‌

و إنّ سخطك شي‌ء لم أناج به‌

نفسي و لم يك مما كنت أكتسب‌

لكن أتاك بقول كاذب أثم‌

قوم بغوني فنالوا فيّ ما طلبوا

و ما عهدتك فيما زلّ تقطع ذا

قربى و لا تدفع الحقّ الذي يجب‌

و لا توجّع من حقّ تحمّله‌

و لا تتبّع بالتكدير ما تهب‌

فقد تقرّبت جهدا من رضاك بما

كانت تنال به من مثلك القرب‌

فغير دفعك حقّي و ارتفاضك لي‌

و طيّك الكشح عنّي كنت أحتسب‌

أ مشمت بي أقواما صدورهم‌

عليّ فيك إلى الأذقان تلتهب‌

قد كنت أحسب أنّي قد لجأت إلى‌

حرز و ألّا يضرّوني و إن ألبوا [7]


[1] في ء، ط، م: «كأن صاعقة وقعت عليهم».

[2] أذاد: أمنع و أدفع.

[3] كذا في م. و في ء، ط: «و أرمي». و في سائر النسخ: و أنهي.

[4] العرّة: الحرب.

[5] إلّ: عهد. و خلة: الصداقة.

[6] قطبوا: عبسوا و غضبوا.

[7] ألبوا: تجمعوا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست