قال عمرو بن عبيد و قال الحسن: ذكرت القبائل عند النبيّ صلّى اللّه
عليه و سلّم، فقال: «قبائل تنتمي إلى العرب و ليسوا من العرب حمير من تبّع و جرهم
من عاد و ثقيف من ثمود».
قال: و روي عن
قتادة أنّ رجلين جاءا إلى عمران بن حصين. فقال لهما: ممن أنتما؟ قالا: من ثقيف.
فقال لهما: أ تزعمان أنّ ثقيفا من إياد؟ قالا نعم. قال: فإن إيادا من ثمود؛ فشقّ
ذلك عليهما. فقال لهما: أ ساءكما قولي؟
قالا: نعم و
اللّه. قال: فإنّ اللّه أنجى من ثمود صالحا و الذين آمنوا معه؛ فأنتم إن شاء اللّه
من ذرّيّة من آمن، و إن كان أبو رغال قد أتى ما بلغكما. قالا له: فما اسم أبي
رغال؛ فإن الناس قد اختلفوا علينا في اسمه؟ قال: قسيّ بن منبّه.
قال: و روى
الزّهريّ أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «من كان يؤمن باللّه و اليوم
الآخر فلا يحبّ ثقيفا، و من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يبغض الأنصار».
قال: و بلغنا
عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال: «بنو هاشم و الأنصار حلفان و بنو أميّة و ثقيف
حلفان».
قال: و في ثقيف
يقول حسّان بن ثابت رضي اللّه تعالى عنه:
و أمّ طريح بنت
عبد اللّه بن سباع بن عبد العزّى بن نضلة بن غبشان [3] من خزاعة، و هم حلفاء بني
زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ. و سباع بن عبد العزّى هو الذي قتله حمزة بن
عبد المطلب يوم أحد. و لمّا برز إليه سباع قال له حمزة: هلمّ إليّ يا ابن مقطّعة
البظور/- و كانت أمّه تفعل ذلك و تقبل [4] نساء قريش بمكة- فحمي وحشيّ [5] لقوله و
غضب لسباع، فرمى حمزة بحربته فقتله- رحمة اللّه عليه- و قد كتب ذلك في خبر غزاة
أحد في بعض هذا الكتاب.
[1]
ورد هذا الشطر في «ديوان حسان» (ص 36 طبع ليدن):
و أولاد الخبيث على مثال
[2] كذا في «ديوان حسان». و في جميع الأصول:
«أورثه». و ورد البيت في «ديوان حسان» ضمن بيتين هما:
عبيد الفزر أورثهم بنيه
و آلى لا يبيعهم بمال
و ما لكرامة حبسوا و لكن
أراد هوانهم أخرى الليالي
و الفزر: أبو
قبيلة من تميم، و هو سعد بن زيد مناة بن تميم.
[3] كذا في
ء، ط، م، و هو الموافق لما في «السيرة» (ص 611 طبع أوروبا). و في سائر الأصول:
«غبشان بن خزاعة» و هو تحريف؛ لأن غبشان هو ابن سليم بن ملكان بن أقصى بن خزاعة،
كما في «السيرة».
[4] تقبل
نساء قريش (كتفرح): تتلقى أولادهنّ عند الولادة، و هي القابلة.
[5] يدل ما
في «صحيح البخاري» على أن قتل وحشيّ لحمزة إنما كان بتحريض مولاه جبير بن مطعم؛ و
ذلك أن حمزة- رضي اللّه تعالى عنه- كان قتل ببدر طعيمة بن عديّ بن الخيار عم جبير.
فقال جبير لوحشيّ: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حرّ. فلما بارز حمزة سباعا و قتله كان
وحشي متربصا له تحت صخره، فلما دنا منه رماه بحربته فأرداه. (و الخبر مذكور في
«صحيح البخاري» بتفصيل، فانظر في كتاب «المغازي»- باب قتل حمزة رضي اللّه عنه).