أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني الحارث بن أبي أسامة قال حدّثنا محمد بن سعد عن الواقديّ، و
أخبرني ابن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن الواقديّ عن عبد
الرحمن بن أبي الزّناد قال:
لمّا كانت وقعة
بدر، قتل فيها عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، و الوليد بن عتبة؛ فأقبلت هند بنت
عتبة ترثيهم، و بلغها تسويم [2] الخنساء هودجها في الموسم/ و معاظمتها العرب
بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشّريد و أخويها صخر و معاوية، و أنّها/ جعلت تشهد
الموسم و تبكيهم، و قد سوّمت هودجها براية، و أنها تقول: أنا أعظم العرب مصيبة، و
أنّ العرب قد عرفت لها بعض ذلك. فلمّا أصيبت هند بما أصيبت به و بلغها ذلك، قالت:
أنا أعظم من الخنساء مصيبة، و أمرت بهودجها فسوّم براية، و شهدت الموسم بعكاظ، و
كانت سوقا يجتمع فيها العرب، فقالت:
اقرنوا جملي
بجمل الخنساء، ففعلوا. فلمّا أن دنت منها، قالت لها الخنساء: من أنت يا أخيّة؟
قالت: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، و قد بلغني أنّك تعاظمين العرب بمصيبتك،
فبم تعاظمينهم؟ فقالت الخنساء: بعمرو بن الشّريد، و صخر و معاوية ابني عمرو، و بم
تعاظمينهم أنت؟ قالت: بأبي عتبة بن ربيعة، و عمّي شيبة بن ربيعة، و أخي الوليد.
قالت الخنساء: أو سواء هم عندك؟ ثم أنشدت تقول:
[2] سوّم
الشيء: جعل له سومة و علامة ليعرف بها و يتميز.
[3] الحرّة:
الأرض ذات الحجارة السود النخرة. و المراد بالحرّتين: حرة بني سليم و حرة بني هلال
بالحجاز. أي هو مقصد الأشراف من القبائل تأتيه وفودها فيما يلم بها.
[4] كذا في
«ديوان الخنساء» (طبع المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين سنة 1895). و الساهمة:
الدقيقة. و الآطال: جمع إطل (بالكسر و بكسرتين) و هو الخاصرة. و في م: «بسلهبة
الآطال» و السلهبة: من الخيل الطويلة على وجه الأرض. و في سائر الأصول:
«الأبطال» و
هو تحريف. و في نسخة مخطوطة من «الديوان» محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (570
أدب ص 86): «بساهمة الأبصار قب». و القب: جمع أقب و قباء، و هي الفرس الدقيقة
الخصر الضامرة البطن.
[5] عميد
القوم: سندهم و سيدهم. و تريد بالأبطحين: بطحاء مكة و سهل تهامة. و أصل الأبطح:
المسيل الواسع فيه دقاق الحصى.