responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 388

بنصف ساقه و هو دون الحوض، فوقع على ظهره/ تشخب رجله دما نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد أن يبرّ يمينه، و أتبعه حمزة فضربه حتّى قتله في الحوض.

طلب عتبة بن ربيعة و ابنه و أخوه المبارزة فندب لهم النبيّ من قتلهم:

ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة و ابنه الوليد بن عتبة، حتّى إذا نصل [1] من الصّفّ دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة نفر، و هم: عوف [2] و معوّذ ابنا الحارث، و أمّهما عفراء و رجل آخر يقال [3]: هو عبد اللّه بن رواحة؛ فقالوا: من أنتم؟ قالوا: رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «قم يا حمزة بن عبد المطّلب، قم يا عبيدة ابن الحارث، قم يا عليّ بن أبي طالب». فلمّا قاموا و دنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ فقال عبيدة: عبيدة، و قال حمزة:

حمزة، و قال عليّ: عليّ. قالوا: نعم [4] أكفاء كرام. فبارز عبيدة بن الحارث، و كان أسنّ القوم، عتبة بن ربيعة؛ و بارز حمزة شيبة بن ربيعة؛ و بارز عليّ الوليد بن عتبة. فأمّا حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله. و [أمّا] [5] عليّ فلم يمهل الوليد بن عتبة أن قتله. و اختلف عبيدة و عتبة بينهما بضربتين كلاهما أثبت [6] صاحبه؛ فكّر حمزة و عليّ على عتبة بأسيافهما فذفّفا [7] عليه فقتلاه، و احتملا صاحبهما عبيدة، فجاءا به إلى أصحابه و قد قطعت/ رجله و مخّه يسيل. فلمّا أتوا بعبيدة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: أ لست شهيدا يا رسول اللّه؟/ قال: «بلى». فقال عبيدة: لو كان أبو طالب حيّا لعلم أنّي بما قال أحقّ منه حيث يقول:

و نسلمه [8] حتّى نصرّع حوله‌

و نذهل عن أبنائنا و الحلائل‌

قال محمد بن إسحاق: و حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة: أنّ عتبة بن ربيعة قال للفتية من الأنصار حين انتسبوا له: أكفاء كرام، إنما نريد قومنا. ثم تزاحف الناس و دنا بعضهم من بعض- و قد أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [أصحابه‌] [9] ألّا


[1] كذا في «سيرة ابن هشام». و نصل: خرج. و في الأصول و الطبري: «فصل» بالفاء.

[2] كذا في م، و هو الموافق لما في «سيرة ابن هشام» (ص 443 طبع أوروبا) و «تاريخ الطبري» (ص 1210، 1212، 1317، 1322، 1336 من القسم الأوّل طبع أوروبا) و «طبقات ابن سعد». و في الأصول: «عوذ» بالذال المعجمة في آخره، و هو قول لبعضهم في اسمه حكاه ابن عبد البر في «الاستيعاب» و ابن حجر في «الإصابة».

[3] كذا في «السيرة». و في الأصول و الطبري: «يقال له عبد اللّه بن رواحة». و لا يخفى ما بين التعبيرين من خلاف.

[4] في ح، ب: «نحن».

[5] زيادة عن م «و السيرة» و الطبري.

[6] أثبت صاحبه: أثخنه بالجراح.

[7] دفف على الجريح: أجهز عليه.

[8] هذا البيت من قصيدة أبي طالب التي مطلعها:

خليليّ ما أذني لأوّل عاذل‌

بصغواء في حق و لا عند باطل‌

و قبل هذا البيت:

كذبتم و بيت اللّه نبزى محمدا

و لما نطاعن دونه و نناظل‌

و نبزي: نغلب و نقهر، و هو على تقدير النفي. و محمد نصب على نزع الخافض، أي لا نغلب عليه. و نسلمه (بالرفع) معطوف على نبزي أي لا نسلمه. و قد ورد هذا البيت في «اللسان» مادة (بزا) هكذا:

كذبتم و حق اللّه يبزي محمد

................ ...............

إلخ و معناه، كما في «اللسان»، يقهر و يستذل. و هو على تقدير النفي أيضا.

[9] زيادة عن «السيرة» و الطبري.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست