responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 386

العسكر ثم رجع إليهم، فقال: ثلاثمائة رجل يزيدون قليلا أو ينقصونه، و لكن أمهلوني حتّى أنظر: أ للقوم كمين أو مدد. قال: فضرب في الوادي حتى أمعن، فلم ير شيئا، فرجع فقال: لم أر شيئا، و لكن قد رأيت/ يا معشر قريش الولايا [1] تحمل المنايا! نواضح [2] يثرب تحمل الموت الناقع! قوم ليس لهم منعة و لا ملجأ إلّا سيوفهم. و اللّه ما أرى أن يقتل رجل منهم حتّى يقتل رجلا منكم! فإذا أصابوا منكم أعدادهم، فما خير العيش بعد ذلك! فروا رأيكم.

فلمّا سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة و قال: يا أبا الوليد، إنّك كبير قريش الليلة و سيّدها و المطاع فيها، هل لك إلى أمر لا تزال تذكر منه بخير إلى آخر الدهر؟ قال: و ما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالناس و تحمل دم حليفك عمرو بن الحضرميّ. قال: قد فعلت، أنت على ذلك شهيد، إنما هو حليفي فعليّ عقله [3] و ما أصيب من ماله؛ فأت ابن الحنظليّة [4] فإنّي لا أخشى أن يسحر الناس غيره (يعني أبا جهل بن هشام).

يقص حكيم بن حزام حديث بدر لمروان بن الحكم:

حدّثنا محمد قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا غمامة [5] بن عمرو السّهمي قال حدّثنا مسوّر بن عبد الملك اليربوعيّ عن أبيه عن سعيد بن المسيّب قال:

بينا نحن عند مروان بن الحكم إذ دخل عليه حاجبه فقال: هذا أبو خالد حكيم بن حزام. قال: ائذن له. فلمّا دخل حكيم بن حزام، قال: مرحبا بك يا أبا خالد، أدن؛ فحال له مروان عن صدر المجلس حتّى كان بينه و بين الوسادة، ثم استقبله مروان فقال: حدّثنا حديث بدر. قال: خرجنا حتّى إذا نزلنا الجحفة رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها، فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا؛ ثم خرجنا حتّى نزلنا العدوة التي/ قال اللّه عزّ و جلّ؛ فجئت عتبة بن ربيعة فقلت: يا أبا الوليد، هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت؟ قال: أفعل ما ذا؟ قال: قلت: إنّكم لا تطلبون من محمد إلّا دم واحد: (ابن الحضرميّ) و هو حليفك، فتحمّل ديته فيرجع الناس. قال: أنت و ذاك، و أنا أتحمّل ديته، فاذهب إلى ابن الحنظليّة (يعني أبا جهل) فقل له: هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمّك؟

فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه و من ورائه، فإذا ابن الحضرميّ واقف على رأسه و هو يقول: قد فسخت عقدي من بني عبد شمس، و عقدي إلى بني مخزوم. فقلت له: يقول لك عتبة بن ربيعة: هل لك أن ترجع اليوم عن ابن عمّك بمن معك؟ قال: أ ما وجد رسولا غيرك؟ قلت: لا، و لم أكن لأكون رسولا لغيره. قال حكيم: فخرج مبادرا إلى عتبة و خرجت معه لئلا يفوتني من الخبر شي‌ء، و عتبة يتّكئ على إيماء بن رحضة الغفاريّ، و قد أهدى‌


[1] الولايا: جمع ولية، و هي البرذعة أو ما تحتها.

[2] النواضح: جمع ناضح. و الناضح: البعير يستقى عليه، ثم استعمل في كل بعير و إن لم يحمل الماء.

[3] العقل: الدية.

[4] قال ابن هشام: الحنظلية أم أبي جهل، و هي أسماء بنت مخرّبة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

[5] كذا في الأصول بالغين المعجمة. و قد ذكر الطبري (قسم أوّل ص 1313) هذا القصة بهذا الإسناد، و فيه: «عمامة بن عمرو السهمي» بالعين المهملة. و في هامشه في الصفحة نفسها نقلا عن نسخة أخرى: «غمامة» بالغين المعجمة كما في الأصول. و في القسم الثالث من الطبري (ص 268): «عثامة بن عمرو السهمي». و في هامشه في الصفحة نفسها نقلا عن نسختين أخريين: «غمانة» بالغين و «عتّامة» بالعين و التاء. و لم نعثر على هذا الاسم في «كتب التراجم» حتى نستطيع ترجيح أحد هذه الأسماء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست