responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 344

تعبد و التمس الدين و طمع في النبوّة:

قال الزّبير و حدّثني عمّي مصعب عن مصعب بن عثمان قال:

كان أميّة بن أبي الصلت قد نظر في الكتب و قرأها، و لبس المسوح تعبّدا، و كان ممن ذكر إبراهيم و إسماعيل و الحنيفيّة، و حرّم الخمر و شكّ في الأوثان، و كان [1] محقّقا، و التمس الدّين و طمع في النبوّة؛ لأنه قرأ في الكتب أنّ نبيّا يبعث من العرب، فكان يرجو أن يكونه [2]. قال: فلمّا بعث النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قيل له: هذا الذي كنت تستريث [3] و تقول فيه؛ فحسده عدوّ اللّه و قال: إنّما كنت أرجو أن أكونه؛ فأنزل اللّه فيه عزّ و جلّ: (وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها). قال: و هو الذي يقول:

كلّ دين يوم القيامة عند اللّه إلّا دين الحنيفة زور

كان يحرّض قريشا بعد بدر:

قال الزّبير و حدّثني يحيى بن محمد قال: كان أميّة يحرّض قريشا بعد وقعة بدر، و كان يرثي من قتل من قريش في وقعة بدر؛ فمن ذلك قوله:

ما ذا ببدر و العقن

قل من مرازبة جحاجح [4]

/ و قال: و هي قصيدة نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن رواياتها. و يقال: إن أميّة قدم على أهل مكة «باسمك اللّهمّ»؛ فجعلوها في أوّل كتبهم مكان (بسم اللّه الرحمن الرحيم).

أسف الحجاج على ضياع شعره:

قال الزّبير و حدّثني عليّ بن محمد المدائنيّ قال:

قال الحجّاج على المنبر: ذهب قوم يعرفون شعر أميّة،/ و كذلك اندراس الكلام.

كان يتحسس أخبار نبيّ العرب فلما أخبر ببعثته تكدّر:

أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير عن عمر بن أبي بكر المؤمّلي [5] و غيره قال:

كان أميّة بن أبي الصلت يلتمس الدّين و يطمع في النبوّة، فخرج إلى الشأم فمرّ بكنيسة، و كان معه جماعة من العرب و قريش، فقال أميّة: إنّ لي حاجة في هذه الكنيسة فانتظروني، فدخل الكنيسة و أبطأ، ثم خرج إليهم كاسفا متغيّر اللّون، فرمى بنفسه، و أقاموا حتى سرّي عنه، ثم مضوا فقضوا حوائجهم ثم رجعوا. فلمّا صاروا إلى الكنيسة قال لهم: انتظروني، و دخل إلى الكنيسة فأبطأ، ثم خرج إليهم أسوأ من حاله الأولى؛ فقال أبو سفيان بن حرب: قد


[1] في ح: «و صام محققا».

[2] في جميع الأصول: «أن يكون هو».

[3] تستريث: تستبطئ.

[4] العقنقل: كثيب رمل ببدر. و مرازبة: جمع مرزبان، و هو الفارس الشجاع المقدّم على القوم دون الملك، و هو معرّب و أصله فارسي. و جحاجح: جمع جحجح، و هو السيد المسارع في المكارم.

[5] كذا ورد هذا الاسم هنا في أكثر الأصول، و هو الموافق لما في «الطبري» (ص 1116 قسم أوّل طبعة أوروبا) و أشير بهامشه إلى أن في بعض النسخ: «الموصلي». و في م، ء هنا و في جميع الأصول فيما يأتي (ص 125): «عمرو بن أبي بكر الموصلي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست