responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 290

أمس. و قال آخر: سكنت حركة الملك في لذّاته، و قد حرّكنا اليوم في سكونه جزعا لفقده. و هذان المعنيان هما اللذان ذكرهما أبو العتاهية في هذه الأشعار.

سأله جعفر بن الحسين عن أشعر الناس فأنشده من شعره:

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني جعفر بن الحسين المهلّبيّ قال:

لقينا أبو العتاهية فقلنا له: يا أبا إسحاق، من/ أشعر الناس؟ قال: الذي يقول:

اللّه أنجح ما طلبت به‌

و البرّ خير حقيبة الرّحل [1]

فقلت: أنشدني شيئا من شعرك؛ فأنشدني:

يا صاحب الرّوح ذي الأنفاس في البدن [2]

بين النهار و بين الليل مرتهن‌

لقلّما يتخطّاك اختلافهما

حتى يفرّق بين الرّوح و البدن‌

/ لتجذبنّي [3] يد الدّنيا بقوّتها

إلى المنايا و إن نازعتها رسني‌

للّه دنيا أناس دائبين لها

قد ارتعوا في رياض الغيّ و الفتن [4]

كسائمات رتاع [5] تبتغي سمنا

و حتفها لو درت في ذلك السّمن‌

قال: فكتبتها، ثم قلت له: أنشدني شيئا من شعرك في الغزل؛ فقال: يا ابن أخي، إنّ الغزل يسرع إلى مثلك.

فقلت له: أرجو عصمة اللّه جل و عزّ. فأنشدني:

كأنّها من حسنها درّة

أخرجها اليمّ إلى الساحل‌

كأن في فيها و في طرفها

سواحرا أقبلن من بابل‌

لم يبق منّي حبّها ما خلا

حشاشة في بدن ناحل‌

يا من رأى قبلي قتيلا بكى‌

من شدّة الوجد على القاتل‌

فقلت له: يا أبا إسحاق، هذا قول صاحبنا جميل:

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما

قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي‌

فقال: هو ذاك يا بن أخي و تبسّم.

شعره في التحسر على الشباب:

أخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو عكرمة عن شيخ له من أهل الكوفة قال:


[1] في ب، ء: «الرجل» بالجيم المعجمة.

[2] كذا في «ديوانه». و في جميع الأصول: «و الأنفاس و البدن».

[3] كذا في «الديوان». و في الأصول: «لتجذبن به الدنيا ...».

[4] ورد هذا البيت في «الديوان» هكذا:

للّه درّ أناس عمرت بهم‌

حتى رعوا في رياض الغيّ و الفتن‌

[5] رتاع: جمع راتعة. و في «الديوان»: «رواع» جمع راعية، و هما بمعنى.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست