responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 281

يرجو أن يتكلّم الفضل بن الربيع في أمره، فأبطأ عليه بذلك؛ فكتب إليه أبو العتاهية:

أ جفوتني فيمن جفاني‌

و جعلت شأنك غير شأني‌

و لطالما أمّنتني‌

ممّا أرى كلّ الأمان‌

حتّى إذا انقلب الزّما

ن عليّ صرت مع الزمان‌

فكلّم الفضل فيه الرشيد فرضي عنه. و أرسل إليه الفضل يأمره بالشخوص. و يذكر له أنّ أمير المؤمنين قد رضي عنه؛ فشخص إليه. فلما دخل إلى الفضل أنشده قوله فيه:

/

قد دعوناه نائيا فوجدنا

ه على نأيه قريبا سميعا

فأدخله إلى الرشيد، فرجع إلى حالته الأولى.

كان يزيد بن منصور يحبه و يقربه فرثاه عند صوته:

أخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى إجازة قال حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني الحسين بن أبي السّريّ قال:

كان يزيد بن منصور خال المهديّ يتعصب لأبي العتاهية؛ لأنه كان يمدح اليمانية أخوال المهديّ في شعره؛ فمن ذلك قوله:

صوت‌

سقيت الغيث يا قصر السّلام‌

فنعم محلّة الملك الهمام‌

لقد نشر الإله عليك نورا

و حفّك بالملائكة الكرام‌

سأشكر نعمة المهديّ حتّى‌

تدور عليّ دائرة الحمام‌

له بيتان بيت تبّعيّ‌

و بيت حلّ بالبلد الحرام‌

قال: و كان أبو العتاهية طول حياة يزيد بن منصور يدّعي أنه مولى لليمن و ينتفي من عنزة؛ فلمّا مات يزيد رجع إلى ولائه الأوّل. فحدّثني الفضل بن العبّاس قال: قلت له: أ لم تكن تزعم أنّ ولاءك لليمن؟! قال: ذلك شي‌ء احتجنا إليه في ذلك الزمن، و ما في واحد ممّن انتميت إليه خير، و لكنّ الحقّ أحقّ أن يتّبع. و كان ادّعى ولاء اللّخميّين. قال: و كان يزيد بن منصور من أكرم النّاس و أحفظهم لحرمة، و أرعاهم لعهد، و كان بارّا بأبي العتاهية، كثيرا فضله عليه؛ و كان أبو العتاهية منه في منعة و حصن حصين مع كثرة ما يدفعه إليه و يمنعه من المكاره. فلمّا مات قال أبو العتاهية يرثيه:

/

أنعى يزيد بن منصور إلى البشر

أنعى يزيد لأهل البدو و الحضر

يا ساكن الحفرة المهجور ساكنها

بعد المقاصر و الأبواب و الحجر

وجدت فقدك في مالي و في نشبي‌

وجدت فقدك في شعري و في بشري [1]

فلست أدري جزاك اللّه صالحة

أ منظري اليوم أسوأ فيك أم خبري‌


[1] في «ديوانه»: «شعري (بكسر الشين) و في نثري».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 4  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست