أراكنّ ترقعن الخروق بمثلها
و أيّ لبيب يرقع الخرق بالخرق
و هل يصلح المهراس [1] إلا بعوده
إذا احتيج منه ذات يوم إلى الدّقّ
حدّثني الصّوليّ قال حدّثني الغلابيّ قال حدّثني مهديّ بن سابق قال:
تهدّد عبد اللّه بن معن أبا العتاهية و خوّفه و نهاه أن يعرض لمولاته سعدى؛ فقال أبو العتاهية:
ألا قل لابن معن ذا ال
ذي في الودّ قد حالا
لقد بلّغت ما قال
فما باليت ما قالا
و لو كان من الأسد
لما صال و لا هالا
فصغ ما كنت حلّيت
به سيفك خلخالا
و ما تصنع بالسيف
إذا لم تك قتّالا
و لو مدّ إلى أذني
ه كفّيه لما نالا
قصير الطّول و الطّيل
ة [2] لا شبّ و لا طالا
أرى قومك أبطالا
و قد أصبحت بطّالا
ضربه عبد اللّه بن معن فهجاه:
حدّثنا الصّوليّ قال حدّثنا محمد بن موسى قال حدّثني سليمان المدائنيّ قال:
احتال عبد اللّه بن معن على أبي العتاهية حتى أخذ في مكان فضربه مائة سوط ضربا ليس بالمبرّح غيظا عليه، و إنما لم يعنف في ضربه خوفا من كثرة من يعنى به؛ فقال أبو العتاهية يهجوه:
جلدتني بكفّها
بنت معن بن زائده
جلدتني فأوجعت
بأبي تلك جالده
و تراها مع الخص
يّ على الباب قاعدة
تتكنّى كنى الرجا
ل بعمد مكايده
جلدتني و بالغت
مائة غير واحده
اجلديني و اجلدي
إنّما أنت والده
و قال أيضا:
ضربتني بكفّها بنت معن
أوجعت كفّها و ما أوجعتني
و لعمري لو لا أذى كفّها إذ
ضربتني بالسّوط ما تركتني
[2] الطيلة هنا: العمر.