أخبرنا محمد بن
مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا النّوشجانيّ قال:
أتاني البوّاب يوما فقال لي: أبو إسحاق الخزّاف بالباب؛ فقلت: ائذن له، فإذا أبو
العتاهية قد دخل. فوضعت بين يديه قنو موز [3]؛ فقال: قد صرت تقتل العلماء بالموز،
قتلت أبا عبيدة بالموز، و تريد أن تقتلني به! لا و اللّه لا أذوقه. قال: فحدّثني
عروة بن يوسف الثّقفيّ قال: رأيت أبا عبيدة قد خرج من دار النّوشجانيّ في شقّ محمل
مسجّى، إلّا أنه حيّ، و عند رأسه قنو موز و عند رجليه قنو موز آخر، يذهب به إلى
أهله. فقال النّوشجانيّ و غيره: لمّا دخلنا عليه نعوده قلنا: ما سبب علّتك؟ قال:
هذا النّوشجانيّ جاءني بموز كأنه أيور المساكين، فأكثرت منه، فكان سبب علّتي. قال:
و مات في تلك العلّة.
رأي مصعب بن
عبد اللّه في شعره:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال:
سمعت مصعب بن
عبد اللّه يقول: أبو العتاهية أشعر الناس. فقلت له: بأيّ شيء استحقّ ذلك عندك؟
فقال:
بقوله:
تعلّقت بآمال
طوال أيّ آمال
[1]
كذا في أكثر النسخ و «ديوانه» طبع بيروت. و في ب، س: «معتوتها».
[2] الحلاق:
صفة سوء. و قد ورد هذا البيت في هامش «ديوانه» (ص 343) هكذا: