و قال غيره: بل خرج تأبّط
شرا هو و صاحبان له، حتى أغاروا على العوص من بجيلة، فأخذوا نعما لهم، و اتبعتهم
العوص، فأدركوهم، و قد كانوا استأجروا لهم رجالا كثيرة، فلما رأى تأبّط شرّا ألّا
طاقة لهم بهم شمّر و تركهما، فقتل صاحباه، و أخذت النعم، و أفلت، حتى أتى بني
القين من فهم، فبات عند امرأة منهم يتحدث إليها، فلما أراد أن/ يأتي قومه دهنته و
رجّلته،/ فجاء إليهم و هم يبكون، فقالت له امرأته: لعنك اللّه تركت صاحبيك و جئت
مدّهنا، و إنه إنما قال هذه القصيدة في هذا الشأن، و قال تأبّط شرّا يرثيهما و كان
اسم أحدهما عمرا:
[1]
الشد الذليق: الحديد الماضي أي لم أكن
مسوقا للهجوم.
[2]
حائن: هالك، و في بعض الأصول «منبت» بمعنى متقطع بدل «مثنى» يريد أنه نحى صاحبه
حين أنس منه الضعف و عدم القدرة على الشد.
[3]
حثحث: حث و حض، و المشعوف: المجنون أو
المذعور، و النجاء: السير السريع، و الهجف: الظليم، و قصرا هنا: وقت اختلاط النهار
بالظلمة، و السمال: الماء في الحوض، و داجنا: غيثا ممطرا. يريد: أنني انبريت و
حثثت جوادي على الحرب فحمل و هو مجنون السرعة كأنه ذكر نعام ظمآن رأى عند الغروب
حوض ماء أو ماء مطر فعدا إليه ليشرب.
[4]
الحص: جمع أحص، و طائر أحص: قليل
الريش. هزروف: سريع. العفاء: الشعر و الوبر. المغابن: بواطن الأفخاذ: يشبه جواده
بطائر قليل الريش، و يقول: إنه سريع العدو يطير شعره إذا استدرج الفلوات و مد
أفخاذه في عدوه.
[5]
أزج: بعيد الخطو. زلوج: سريع العدو.
هزرفي: كثير الحركة. زفازف: جمع زفزف بمعنى الريح. الهزف: السريع أو النافر.
الناجيات: الجياد
السريعة. الصوافن: جمع صافن و هو الحصان يقف على ثلاث قوائم. يصف فرسه بما تقدم من
الأوصاف، و يردفها بأنه يفوق غيره من الخيول الصافنات.
[6]
فزحزحت: تزحزحت: تجئني: مضارع مجزوم
للضرورة، و لعله محرف عن «تجيء». غبراء: اسم أنثى الذئب، و عرفاء: اسم الضبع. يقول:
فأفلت منهم، و لو لم أفعل للاقيت منيتي بناب ذئبة أو ضبع تنبش القبور.
[7]
لا در درها: يدعو على الضبع. و
البراثن: المخالب.
[8]
مقول القول محذوف تقديره هلم و نحوه. يريد
أنه إن مات تمكنت الضبع منه، و أنشبت مخالبها في جسمه، و لم تكتف بنفسها، بل دعت
صواحبها و بناتها، و هن مسعورات ينقين المخ من عظام الجسم الواهن الذي لا حراك به.
[9]
أخاليج: جمع أخلج و هو الحبل. و يراد
بذي المحافل البئر، و الشواطن: الحبال. يقول: إن الضباع تتوافد عليه إذا مات كما
تتوافد الحبال على البئر مرة بعد أخرى. و قد اختلفت الأصول في رواية هذا البيت
اختلافا بينا، و أغلب الروايات لا يستقيم معه المعنى.
[10]
طرد القوم: أتاهم، يريد: أ أتعجل
العودة إلى فهم آخر الليل خشية أن تعوقني العوائق، و قد خلفت صاحبي صريعين؟ و قد
اختلفت