responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 90

نجوت منها نجائي في بجيلة إذ

ألقيت للقوم يوم الرّوع أرواقي [1]

و ذكرها ابن أبي سعيد في الخبر إلى آخرها.

و أما المفضّل الضّبيّ فذكر أن تأبط شرّا و عمرو بن برّاق و الشّنفري- و غيره يجعل مكان الشنفري السّليك بن السّلكة- غزوا بجيلة فلم يظفروا منهم بغرّة، و ثاروا إليهم فأسروا عمرا، و كتّفوه، و أفلتهم الآخران عدوا، فلم يقدروا عليهما، فلما علما أن ابن برّاق قد أسر قال تأبط شرا لصاحبه: امض فكن قريبا من عمرو، فإني سأتراءى لهم و أطمعهم في نفسي حتى يتباعدوا عنه، فإذا فعلوا ذلك فحلّ كتافه، و انجوا، ففعل ما أمره به، و أقبل تأبط شرّا، حتى تراءى لبجيلة، فلما رأوه طمعوا فيه، فطلبوه، و جعل يطمعهم في نفسه، و يعدو عدوا خفيفا يقرّب فيه، و يسألهم تخفيف الفدية و إعطاءه الأمان، حتى يستأسر لهم، و هم يجيبونه إلى ذلك، و يطلبونه و هو يحضر إحضارا خفيفا، و لا يتباعد، حتى علا تلعة/ أشرف منها على صاحبيه، فإذا هما قد نجوا، ففطنت لهما بجيلة، فألحقتهما طلبا ففاتاهم، فقال: يا معشر بجيلة أ أعجبكم عدو ابن برّاق اليوم، و اللّه لأعدونّ لكم عدوا أنسيكم به عدوه، ثم عدا عدوا شديدا، و مضى و ذلك قوله:

يا عيد ما لك من شوق و إبراق‌

و أمّا الأصمعيّ فإنه ذكر فيما أخبرني به ابن أبي الأزهر عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن عمه:

أنّ بجيلة أمهلتهم حتى وردوا الماء و شربوا و ناموا، ثم شدّوا عليهم، فأخذوا تأبّط شرّا، فقال لهم: إن ابن برّاق دلّاني في هذا، و إنه لا يقدر على العدو لعقر في رجليه، فإن تبعتموه أخذتموه، فكتّفوا تأبّط شرّا، و مضوا في أثر ابن براق، فلما بعدوا عنه عدا في كتافه ففاتهم، و رجعوا.

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء، قال: حدثنا أبو سعيد السكريّ قال: حدثنا ابن الأثرم، عن أبيه. و حدثنا محمد بن حبيب، عن أبي عمرو، قالا:

كان تأبّط شرّا يعدو على رجليه، و كان فاتكا شديدا، فبات ليلة ذات ظلمة و برق و رعد في قاع يقال له رحى بطان، فلقيته الغول فما زال يقاتلها ليلته إلى أن أصبح و هي تطلبه، قال: و الغول: سبع من سباع الجنّ، و جعل يراوغها، و هي تطلبه، و تلتمس غرّة منه، فلا تقدر عليه، إلى أن أصبح، فقال تأبط شرّا:

ألا من مبلغ فتيان فهم‌

بما لاقيت عند رحى بطان‌

بأنّي قد لقيت الغول تهوي‌

بسهب كالصحيفة صحصحان‌

فقلت لها: كلانا نضو أين‌

أخوه سفر فخلّي لي مكاني‌

فشدّت شدّة نحوي فأهوى‌

لها كفّي بمصقول يماني‌

فأضربها بلا دهش فخرّت‌

صريعا لليدين و للجران‌

/ فقالت عد، فقلت لها: رويدا

مكانك إنني ثبت الجنان‌

فلم أنفكّ متّكئا عليها

لأنظر مصبحا ما ذا أتاني‌


[1] ألقى أرواقه: أسرع في عدوه، و جاء البيت في قصيدة «المفضليات» الرابع في الترتيب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست