قال: فافتدى أبو رحمة من
أبي نواس ذكر ابنه بأن عقد بينه و بينه حرمة، و دعاه إلى منزله، فجاءه أبو نواس و
المدينيّ لا يعرفه، فمازحه مزاحا أسرف عليه فيه، فقام إليه رحمة، فعرفه أنه أبو
نواس، فأشفق المدينيّ من ذلك، و خاف أن يهجوه و يشهّر اسمه، فسأل رحمة أن يكلمه في
الصفح له و الإغضاء عن الانتقام، فأجابه أبو نواس و قال:
اذهب سلمت من الهجاء و
لذعه
و أما و لثغة رحمة بن نجاح
لو لا فتور في كلامك
يشتهى
و ترفّقي لك بعد و استملاحي
و تكسّر في مقلتيك هو
الذي
عطف الفؤاد عليك بعد جماح
لعلمت أنك لا تمازح
شاعرا
في ساعة ليست بحين مزاح
مدخل إلى ترجمة معقل بن
عيسى
:صوت
أ أبكاك بالعرف المنزل
و ما أنت و الطّلل المحول؟
و ما أنت ويك و رسم
الدّيار
و سنّك قد قاربت تكمل؟
/ عروضه من المتقارب، و الشعر للكميت بن زيد الأسديّ، و
الغناء لمعقل بن عيسى أخي أبي دلف العجليّ، و لحنه من الثقيل الأول بالبنصر، و
هذان البيتان من قصيدة مدح الكميت بهما عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاصي بن
أمية.