إلى اللّه عز و جل، و
القضاء ينزل من السماء بما شاء.
أبو هريرة يعظه
: أخبرني حبيب بن نصر المهلبيّ، و أحمد بن عبد العزيز،
عن ابن شبّة قال: حدثني هارون بن عمر، عن ضمرة بن شوذب قال:
قيل لأبي هريرة: هذا
الفرزدق، قال: هذا الذي يقذف المحصنات، ثم قال له: إني أرى عظمك رقيقا و عرقك [1]
دقيقا، و لا طاقة لك بالنار، فتب، فإن التّوبة مقبولة من ابن آدم حتى يطير غرابه
[2].
أخبرني هاشم بن محمد، عن
الرياشيّ، عن المنهال بن بحر بن أبي سلمة، عن صالح المريّ، عن حبيب بن أبي محمد،
قال:
رأيت الفرزدق بالشام،
فقال: قال لي أبو هريرة: إنه سيأتيك قوم يؤيسونك من رحمة اللّه، فلا تيأس.
موازنة بينه و بين جرير
و الأخطل
: قال أبو الفرج: و الفرزدق مقدّم على الشعراء
الإسلاميين هو و جرير و الأخطل،/ و محلّه في الشعر أكبر من أن ينبّه عليه بقول، أو
يدلّ على مكانه بوصف؛ لأن الخاص و العام يعرفانه بالاسم، و يعلمان تقدّمه بالخبر
الشائع علما يستغنى به عن الإطالة في الوصف، و قد تكلّم الناس في هذا قديما و
حديثا، و تعصبوا، و احتجوا بما لا مزيد فيه، و اختلفوا بعد اجتماعهم على تقديم هذه
الطبقة في أيّهم أحقّ بالتقدم على سائرها، فأمّا قدماء أهل العلم و الرواة فلم
يسوّوا بينهما و بين الأخطل؛ لأنه لم يلحق شأوهما في الشعر، و لا له مثل ما لهما
من فنونه، و لا تصرّف كتصرّفهما في سائره، و زعموا أن ربيعة أفرطت فيه، حتى ألحقته
بهما، و هم في ذلك طبقتان، أما من كان يميل إلى جزالة الشعر، و فخامته، و شدّة
أسره، فيقدّم الفرزدق، و أما من كان يميل إلى أشعار المطبوعين، و إلى الكلام
السّمح السهل الغزل فيقدّم جريرا.
أخبرنا أبو خليفة: قال
حدثنا محمد بن سلّام، قال: سمعت يونس بن حبيب يقول:
ما شهدت مشهدا [3] قط ذكر
فيه الفرزدق و جرير، فاجتمع أهل ذلك المجلس على أحدهما. قال ابن سلام:
و كان يونس يقدم الفرزدق
تقدمة بغير إفراط، و كان المفضل يقدمه تقدمة شديدة.
قال ابن سلام: و قال ابن
دأب، و سئل عنهما، فقال: الفرزدق أشعر خاصّة و جرير أشعر عامّة.
أخبرني الجوهريّ و حبيب
المهلبيّ عن ابن شبة، عن العلاء بن الفضل: قال: قال لي أبو البيداء: يا أبا
الهذيل، أيّهما أشعر؟ أ جرير أم الفرزدق؟ قال: قلت: ذاك إليك، ثم قال: أ لم تسمعه
يقول: