responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 258

إلى اللّه عز و جل، و القضاء ينزل من السماء بما شاء.

أبو هريرة يعظه‌

: أخبرني حبيب بن نصر المهلبيّ، و أحمد بن عبد العزيز، عن ابن شبّة قال: حدثني هارون بن عمر، عن ضمرة بن شوذب قال:

قيل لأبي هريرة: هذا الفرزدق، قال: هذا الذي يقذف المحصنات، ثم قال له: إني أرى عظمك رقيقا و عرقك [1] دقيقا، و لا طاقة لك بالنار، فتب، فإن التّوبة مقبولة من ابن آدم حتى يطير غرابه [2].

أخبرني هاشم بن محمد، عن الرياشيّ، عن المنهال بن بحر بن أبي سلمة، عن صالح المريّ، عن حبيب بن أبي محمد، قال:

رأيت الفرزدق بالشام، فقال: قال لي أبو هريرة: إنه سيأتيك قوم يؤيسونك من رحمة اللّه، فلا تيأس.

موازنة بينه و بين جرير و الأخطل‌

: قال أبو الفرج: و الفرزدق مقدّم على الشعراء الإسلاميين هو و جرير و الأخطل،/ و محلّه في الشعر أكبر من أن ينبّه عليه بقول، أو يدلّ على مكانه بوصف؛ لأن الخاص و العام يعرفانه بالاسم، و يعلمان تقدّمه بالخبر الشائع علما يستغنى به عن الإطالة في الوصف، و قد تكلّم الناس في هذا قديما و حديثا، و تعصبوا، و احتجوا بما لا مزيد فيه، و اختلفوا بعد اجتماعهم على تقديم هذه الطبقة في أيّهم أحقّ بالتقدم على سائرها، فأمّا قدماء أهل العلم و الرواة فلم يسوّوا بينهما و بين الأخطل؛ لأنه لم يلحق شأوهما في الشعر، و لا له مثل ما لهما من فنونه، و لا تصرّف كتصرّفهما في سائره، و زعموا أن ربيعة أفرطت فيه، حتى ألحقته بهما، و هم في ذلك طبقتان، أما من كان يميل إلى جزالة الشعر، و فخامته، و شدّة أسره، فيقدّم الفرزدق، و أما من كان يميل إلى أشعار المطبوعين، و إلى الكلام السّمح السهل الغزل فيقدّم جريرا.

أخبرنا أبو خليفة: قال حدثنا محمد بن سلّام، قال: سمعت يونس بن حبيب يقول:

ما شهدت مشهدا [3] قط ذكر فيه الفرزدق و جرير، فاجتمع أهل ذلك المجلس على أحدهما. قال ابن سلام:

و كان يونس يقدم الفرزدق تقدمة بغير إفراط، و كان المفضل يقدمه تقدمة شديدة.

قال ابن سلام: و قال ابن دأب، و سئل عنهما، فقال: الفرزدق أشعر خاصّة و جرير أشعر عامّة.

أخبرني الجوهريّ و حبيب المهلبيّ عن ابن شبة، عن العلاء بن الفضل: قال: قال لي أبو البيداء: يا أبا الهذيل، أيّهما أشعر؟ أ جرير أم الفرزدق؟ قال: قلت: ذاك إليك، ثم قال: أ لم تسمعه يقول:

/

ما حمّلت ناقة من معشر رجلا

مثلي إذا الريح لفّتني على الكور [4]

إلا قريشا فإن اللّه فضّلها

مع النبوّة بالإسلام و الخير


[1] في هج «و جلدك» بدل «و عرقك».

[2] طيران الغراب: كناية عن الشيب، و هي كناية قائمة على تشبيه سواد الشعر بسواد الغراب.

[3] في هج «ما شهدت مجلسا».

[4] تقدم هذان البيتان.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست