: أخبرنا أحمد: قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا حيان
[3] بن هلال: قال: حدثنا خالد بن الحر: قال:
رأيت الحسن في جنازة أبي
رجاء العطارديّ، فقال للفرزدق: ما أعددت لهذا اليوم؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا اللّه
منذ بضع و تسعين [4] سنة، قال إذا تنجو إن صدقت. قال: و قال الفرزدق: في هذه
الجنازة خير الناس و شر الناس، فقال الحسن: لست بخير الناس و لست بشرهم.
يذكر ذنوبه فينشج
: أخبرنا ابن عمار، عن أحمد بن إسرائيل، عن عبيد اللّه
بن محمد القرشيّ بطوس، قال:
حدثني يزيد بن هاشم
العبديّ: قال: حدثنا أبي: قال: حدثنا فضيل الرّقاشيّ قال:
خرجت في ليلة باردة، فدخلت
المسجد، فسمعت نشيجا و بكاء كثيرا، فلم أعلم من صاحب ذلك، إلى أن أسفر الصبح، فإذا
الفرزدق، فقلت: يا أبا فراس، تركت [5] النّوار، و هي لينة الدّثار دفئة الشّعار،
قال: إني و اللّه ذكرت ذنوبي، فأقلقتني، ففزعت إلى اللّه عز و جلّ.
تنجيه شيبته من النار
: أخبرني وكيع، عن أبي العباس مسعود بن عمرو بن مسعود
الجحدريّ قال: حدثني هلال بن يحيى [6] الرازيّ: قال: حدثني شيخ كان ينزل سكة قريش:
قال:
/ رأيت
الفرزدق في النوم فقلت: يا أبا فراس، ما فعل اللّه بك؟ قال: غفر لي بإخلاصي يوم
الحسن، و قال:
لو لا شيبتك لعذّبتك
بالنار.
رواية أخرى في لقائه مع
الحسين
: أخبرني هاشم الخزاعيّ عن دماذ، عن أبي عبيدة، عن لبطة
بن الفرزدق، عن أبيه: قال:
لقيت الحسين بن عليّ-
صلوات اللّه عليهما- و أصحابه بالصّفاح، و قد ركبوا الإبل، و جنّبوا الخيل،
متقلّدين السيوف، متنكبين القسيّ، عليهم يلامق [7] من الديباج، فسلمت عليه، و قلت:
أين تريد؟ قال: العراق، فكيف تركت الناس؟ قال: تركت الناس قلوبهم معك، و سيوفهم
عليك، و الدنيا مطلوبة، و هي في أيدي/ بني أمية، و الأمر
[1]
يراد بالقلادة الطوق، و بغلها
إطباقها، و يراد بقوله «أزرقا» ما ورد في التنزيل من أن المجرمين يحشرون إلى جهنم
زرقا.