responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 208

على منظري، قال: ثم كشف لها عن مثل ذراع البكر، فتضبّعت [1] له عن مثل سنام البكر [2] فعالجها، فقالت:

أ نكاح بنسيئة؟ هذا شر القضية، قال: ويحك، ما معي إلا جبتي، أ فتسلبينني إياها ثم تسنّمها، فقال:

أولجت فيها كذراع البكر

مد ملك الرأس شديد الأسر [3]

زاد على شبر و نصف شبر

كأنني أولجته في جمر

يطير عنه نفيان الشّعر

نفى شعور الناس يوم النحر [4]

قال: فحملت منه، ثم ماتت، فبكاها و بكى ولده منها.

و غمد سلاح قد رزئت فلم أنح‌

عليه و لم أبعث عليه البواكيا

و في جوفه من دارم ذو حفيظة

لو أنّ المنايا أنسأته لياليا

و لكنّ ريب الدهر يعثر بالفتى‌

فلم يستطع ردّا لما كان جائيا [5]

و كم مثله في مثلها قد وضعته‌

و ما زلت وثّابا أجرّ المخازيا [6]

/ فقال جرير يعيره:

و/ كم لك يا بن القين إنّ جاء سائل‌

من ابن قصير الباع مثلك حامله [7]

و آخر لم تشعر به قد أضعته‌

و أوردته رحما كثيرا غوائله [8]

يتزوج ظبية فيعجز عن إتيانها

: أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثني محمد بن سليمان الكوفي [9] عن أبيه قال:

تزوج الفرزدق ظبية ابنة حالم من بني مجاشع بعد أن أسنّ، فضعف، و تركها عند أمها بالبادية سنة، و لم يكن صداقها عنده، فكتب إلى أبان بن الوليد البجليّ- و هو على فارس عامل لخالد بن عبد اللّه القسريّ- فأعطاه ما سأل و أرضاه، فقال يمدحه:

فلو جمعوا من الخلّان ألفا

فقالوا: أعطنا بهم أبانا

لقلت لهم: إذا لغبنتموني‌

و كيف أبيع من شرط الزمانا [10]


[1] تضبعت: تكشفت.

[2] في هد: عن مثل سنام «الناب» بدل «البكر».

[3] مدملك الرأس: رأسه كالئدي الناهد، شديد الأسر: قوي محكم.

[4] نفيان الشعر: ما طار منه: يريد أنه يطير شعر العانة كما يطير الشعر من رءوس الحجاج، أو من جلود الأضاحي.

[5] في هد «و المختار»

« لا يستطيع رد ما كان جائيا»

. [6] ضمير مثله يعود على ولده، و ضمير مثلها يعود على جارية بني نهشل.

[7] إن جاء سائل: إن جاء من يسأل عن ذريتك، حاملة: كذا بالأصل، و نرجح أنها خاملة: من الخمول، أي خامل الباع و عليه يكون لفظ خامله صفة لابن تبعا، للأصل لا لحركة حرف الجر الزائد.

[8] في الأصل «جما» و الصواب «رحما» و هو موضع تكون الجنين.

[9] في هد «علي بن سليمان المكيّ».

[10] في بعض النسخ:

«ما تغبنوني»

بدل‌

«لغبنتموني»

و في بعضها «الضمانا» بدل «الزمانا»، و شرط الضمان: التزم به، و المراد المهر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست