له عنبسة بن سعيد: إنما هي
فرائض قيمتها ألفا درهم،- الفريضة عشرون درهما- فقال له الحجاج: ليس غيرها، يا
كعب، أعط الفرزدق ألفي درهم.
قال: و قدم الفضيل العنزيّ
بصدقات بكر بن وائل، [1] فاشترى الفرزدق مائة بعير بألفين و خمسمائة درهم على أن
يثبتها له في الديوان، قال الفرزدق: فصليت مع الحجاج الظهر حتى إذا سلّم، خرجت
فوقفت في الدار فرآني، فقال مهيم [2]، فقلت: إن الفضيل العنزي قدم بصدقات بكر بن
وائل [1]، و قد اشتريت منه مائة بعير بألفين و خمسمائة درهم على أن تحتسب له في
الديوان، فإن رأى الأمير أن يأمر لي بإثباتها له فعل، فأمر أبا كعب أن يثبت للفضيل
ألفين و خمسمائة درهم، و نسي ما كان أمر له به [3]، قال: فلما جاء الفرزدق بالإبل
قالت له النوار:
خسرت صفقتك، أ تتزوج
أعرابية نصرانية سوداء مهزولة خمشاء [4] الساقين على مائة من الإبل؟ فقال يعرّض بالنّوار
و كانت أمها وليدة:
/ فأبت النوار عليه أن يسوقها كلها، فحبس بعضها، و
امتار [6] عليه ما يحتاج إليه أهل البادية، و مضى و معه دليل يقال له أوفى بن
خنزير، قال أعين: فلما كان في أدنى الحي رأوا كبشا مذبوحا، فقال الفرزدق: يا أوفى،
هلكت و اللّه حدراء، قال: و ما علمك بذلك؟ قال: و يقال: إن أوفى قال للفرزدق: يا
أبا فراس لن ترى حدراء، فمضوا حتى وقفوا على نادي زيق، و هو جالس، فرحب به، و قال له:
انزل فإن حدراء قد ماتت، و كان زيق نصرانيا فقال: قد عرفنا أن نصيبك/ من ميراثها
في دينكم النصف، و هو لك عندنا، فقال له الفرزدق: و اللّه لا أرزؤك منه قطميرا،
فقال زيق: يا بني دارم، ما صاهرنا أكرم منكم في الحياة و لا أكرم منكم شركة في
الممات، فقال الفرزدق:
[6]
أمتار: طلب الميرة، و هي الطعام يجمع
للسفر و نحوه.
[7]
المقحم من قحم- بالتشديد- الفرس
الراكب، دخل به في أرض مخوفة، موجعات: مفعول مقحم، ظلعا: معطوف على موجعات، جمع
ظالع بمعنى أعرج، و المعنى عجبت لحادينا الذي يسوق إبلنا الكليلة في أرض مخوفة و
في بعض النسخ
«المقسم سيره»
بدل
«المقحم سيره»
و في بعضها «و المختار» «مزحفات» بدل «موجعات» من أزحف البعير:
أعيا و كل.
[8]
يريد لو نعلم بوفاة حدراء لعدنا
أدراجنا مسرعين.