responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 206

له عنبسة بن سعيد: إنما هي فرائض قيمتها ألفا درهم،- الفريضة عشرون درهما- فقال له الحجاج: ليس غيرها، يا كعب، أعط الفرزدق ألفي درهم.

قال: و قدم الفضيل العنزيّ بصدقات بكر بن وائل، [1] فاشترى الفرزدق مائة بعير بألفين و خمسمائة درهم على أن يثبتها له في الديوان، قال الفرزدق: فصليت مع الحجاج الظهر حتى إذا سلّم، خرجت فوقفت في الدار فرآني، فقال مهيم [2]، فقلت: إن الفضيل العنزي قدم بصدقات بكر بن وائل [1]، و قد اشتريت منه مائة بعير بألفين و خمسمائة درهم على أن تحتسب له في الديوان، فإن رأى الأمير أن يأمر لي بإثباتها له فعل، فأمر أبا كعب أن يثبت للفضيل ألفين و خمسمائة درهم، و نسي ما كان أمر له به [3]، قال: فلما جاء الفرزدق بالإبل قالت له النوار:

خسرت صفقتك، أ تتزوج أعرابية نصرانية سوداء مهزولة خمشاء [4] الساقين على مائة من الإبل؟ فقال يعرّض بالنّوار و كانت أمها وليدة:

لجارية بين السّليل عروقها

و بين أبي الصّهباء من آل خالد [5]

أحقّ بإغلاء المهور من التي‌

ربت تتردّى في حجور الولائد

/ فأبت النوار عليه أن يسوقها كلها، فحبس بعضها، و امتار [6] عليه ما يحتاج إليه أهل البادية، و مضى و معه دليل يقال له أوفى بن خنزير، قال أعين: فلما كان في أدنى الحي رأوا كبشا مذبوحا، فقال الفرزدق: يا أوفى، هلكت و اللّه حدراء، قال: و ما علمك بذلك؟ قال: و يقال: إن أوفى قال للفرزدق: يا أبا فراس لن ترى حدراء، فمضوا حتى وقفوا على نادي زيق، و هو جالس، فرحب به، و قال له: انزل فإن حدراء قد ماتت، و كان زيق نصرانيا فقال: قد عرفنا أن نصيبك/ من ميراثها في دينكم النصف، و هو لك عندنا، فقال له الفرزدق: و اللّه لا أرزؤك منه قطميرا، فقال زيق: يا بني دارم، ما صاهرنا أكرم منكم في الحياة و لا أكرم منكم شركة في الممات، فقال الفرزدق:

عجبت لحادينا المقحّم سيره‌

بنا موجعات من كلال و ظلّعا [7]

ليدنينا ممن إلينا لقاؤه‌

حبيب و من دار أردنا لتجمعا

و لو نعلم الغيب الذي من أمامنا

لكرّبنا الحادي المطيّ فأسرعا [8]

يقولون: زر حدراء و التّرب دونها

و كيف بشي‌ء وصله قد تقطّعا


(1- 1) التكملة من هج.

[2] مهيم: كلمة استفهام بمعنى ما شأنك؟.

[3] يعني الدراهم الألفين التي أمر عنبسة بإعطائه إياها.

[4] خمشاء الساقين: مجرحتهما مشوهتهما.

[5] السليل و أبو الصهباء: من أجداد حدراء.

[6] أمتار: طلب الميرة، و هي الطعام يجمع للسفر و نحوه.

[7] المقحم من قحم- بالتشديد- الفرس الراكب، دخل به في أرض مخوفة، موجعات: مفعول مقحم، ظلعا: معطوف على موجعات، جمع ظالع بمعنى أعرج، و المعنى عجبت لحادينا الذي يسوق إبلنا الكليلة في أرض مخوفة و في بعض النسخ‌

«المقسم سيره»

بدل‌

«المقحم سيره»

و في بعضها «و المختار» «مزحفات» بدل «موجعات» من أزحف البعير: أعيا و كل.

[8] يريد لو نعلم بوفاة حدراء لعدنا أدراجنا مسرعين.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست