responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 192

/

بها كثر العديد و طاب منكم‌

و غيركم أخيذ الريش هيم [1]

فمهلا عن تعلّل من غدرتم‌

بخونته و عذّبه الحميم [2]

أعبد اللّه مهلا عن أذاتي‌

فإني لا الضعيف و لا الشوم‌

و لكنّي صفاة لم تدنّس‌

تزلّ الطير عنها و العصوم [3]

أنا ابن العاقر الخور الصّفايا

بضوّي حين فتّحت العكوم [4]

قال: فبلغ هذا الشّعر ابن الزبير، و خرج للصلاة فرأى الفرزدق في طريقه، فغمز عنقه، فكاد يدقها، ثم قال:

لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزا

و لو رضيت رمح استه لاستقرّت‌

و قال: هذا الشعر لجعفر بن الزبير.

[5] و قيل: إن الذي كان تقرّر عليه عشرة آلاف درهم، و إنّ سلم بن زياد أمر له بعشرين ألف درهم مهرا و نفقة، فقبضها، فقالت له زوجته أمّ عثمان بنت عبد اللّه/ بن عمرو بن أبي العاص الثقفيّة: أ تعطي عشرين ألف درهم و أنت محبوس [6]؟ فقال:

ألا بكرت عرسي تلوم سفاهة

على ما مضى مني و تأمر بالبخل‌

فقلت لها- و الجود منّي سجيّة-:

و هل يمنع المعروف سؤّاله مثلي؟ [7]

ذريني فإنّي غير تارك شيمتي‌

و لا مقصر طول الحياة عن البذل‌

و لا طارد ضيفي إذا جاء طارقا

و قد طرق الأضياف شيخي من قبلي [8]

أ أبخل؟ إن البخل ليس بمخلدي‌

و لا الجود يدنيني إلى الموت و القتل‌

أبيع بني حرب بآل خويلد!

و ما ذاك عند اللّه في البيع بالعدل؟ [9]


[1] أخيذ الريش: مهيض الجناح، الهيم: النوق العطاش.

[2] تعلل: من تعلل، بمعنى: أبدى الحجة و تمسك بها، كأنه يقول: كفوا يا بني قريش عن ادعائكم الشرف على بني تميم الذين غدرتموهم بخيانتكم إياهم، و كان عذابهم على أيدي محالفيهم و أصدقائهم و في بعض النسخ:

فمهلا عن تذلل من عززتم‌

بجولته و عزّبه الحميم‌

و المعنى: كفوا عن إذلال من كان سببا في عزتكم، و لعل هذه الرواية أنسب.

[3] الصفاة: الصخرة، و العصوم: الأوساخ، يقول: أنا صفاة عالية نقية لا يعف عليها طير، و لا تعلق بها الأوساخ.

[4] الخور: النوق الغزر، جمع خوارة، الصفايا: المتنقاة، جمع صفية، العكوم: مجمع عكم- بكسر العين- و هو ما يحمله الرجل على ظهره من طعام، كأنه يقول: أنا ابن من عقر النوق بضوّى حين حطت الرحال و حان وقت الطعام و لعله يشير إلى ما نحره أبوه من إبل في خلافة عثمان لبني حنظلة على نحو ما سبق.

[5] (من هنا إلى رقم 6 في الصفحة التالية) تكملة من «المختار».

[6] يبدو أنه كان في حبس ابن الزبير كما هو واضح من الأبيات التالية.

[7] المعروف: مفعول ثان مقدم ليمنع، و سؤاله: مفعول أول مؤخر.

[8] لعله يعني بشيخه أباه، أو أحد أجداده.

[9] خويلد: أبو العوام جد عبد اللّه بن الزبير.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست