قال: فجعل أمر النّوار
يقوى، و أمر الفرزدق يضعف، فقال:
أمّا بنوه فلم تقبل
شفاعتهم
و شفّعت بنت منظور بن زبّانا
ملاحاة بينه و بين ابن
الزبير
: و قال ابن الزبير للنّوار: إن شئت فرّقت بينكما، و قتلته،
فلا يهجونا أبدا، و إن شئت سيّرته إلى بلاد العدو، فقالت: ما أريد واحدة منهما،
فقال لها: فإنه ابن عمك و هو فيك راغب، فأزوّجك إياه، قالت: نعم، فزوجها منه، فكان
الفرزدق يقول: خرجنا و نحن متباغضان، فعدنا متحابين.
قال: و كان الفرزدق قال
لعبد اللّه بن الزبير- و قد توجه الحكم عليه- إنما تريد أن أفارقها فتثب عليها، و
كان ابن الزبير حديدا [4]، فقال له: هل أنت و قومك إلا جالية [5] العرب؟.
ثم أمر به فأقيم، و أقبل
على من حضر، فقال: إن بني تميم كانوا وثبوا على البيت قبل الإسلام بمائة و خمسين
سنة، فاستلبوه، فاجتمعت العرب عليها لما انتهكت منه ما لم ينتهكه أحد قط، فأجلتها
من أرض تهامة، قال: فلقي الفرزدق بعض الناس، فقال: إيه يعيرنا ابن الزبير بالجلاء!
اسمع، ثم قال:
[1]
فدونكها: فخذها، و الضمير يعود إلى
الأبيات، قيلها: قولها.
[2]
الورهاء: الحمقاء، مشنوء: مبغض، يقول:
إنها تخاصمني إليك، و ما ذا عسى أن تسمع من حمقاء تكره بعلها؟.
[3]
يقصد أن حمزة سبط الزبير بن العوام
حواري الرسول، و أنه حفيد هاشم بن عبد مناف، لأن جدته أم الزبير بنت عبد المطلب بن
هاشم، و أن جدته زوجة الزبير ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق، و أن أباه
الخليفة و في البيت إقواء.