responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 175

أيهما أحسن: سربه أم السمكات الثلاث؟

: أخبرنا الحرميّ قال: حدثنا الزبير عن عمه قال:

مرّ أبو الحارث جمين يوما بسوق المدينة، فخرج عليه رجل من زقاق ابن واقف بيده ثلاث سمكات قد شقّ أجوافها: و قد خرج شحمها، فبكى أبو الحارث، ثم قال: تعس الذي يقول:

فلم تر عيني مثل سرب رأيته‌

خرجن علينا من زقاق بن واقف‌

و انتكس و لا انجبر، و اللّه لهذه السمكات الثلاث أحسن من السرب الذي وصف.

و أحسب أن هذا الخبر مصنوع لأنه ليس بالمدينة بزقاق ابن واقف، و لا بها سمك، و لكن رويت ما روي.

حبىّ ترثى لحاله‌

: و قال حماد بن إسحاق عن أبيه أنّ ابن كناسة قال:

مرّ بهدبة على حبيّ [1]؛ فقالت: في سبيل اللّه شبابك و جلدك و شعرك و كرمك؛ فقال هدبة:

تعجّب حبيّ من أسير مكبّل‌

صليب العصا باق على الرّسفان [2]

فلا تعجبي منّي حليلة مالك‌

كذلك يأتي الدهر بالحدثان‌

يبين لزوجته أوصاف من يخلفه عليها

: و قال النّوفليّ عن أبيه:

فلما مضي به من السجن للقتل، التفت فرأى امرأته؛ و كانت من أجمل النساء فقال:

/

أقلّي عليّ اللّوم يا أمّ بوزعا

و لا تجزعي ممّا أصاب فأوجعا

و لا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا

أغمّ القفا و الوجه ليس بأنزعا [3]

كليلا سوى ما كان من حدّ ضرسه‌

أكيبد مبطان العشيّات أروعا [4]

ضروبا بلحييه على عظم زوره‌

إذا الناس هشّوا للفعال تقنّعا [5]

و حلّي بذي أكرومة و حميّة

و صبر إذا ما الدهر عضّ فأسرعا

زوجته تشوه جمالها بسكين‌

: و قال حمّاد عن أبيه عن مصعب بن عبد اللّه قال:


[1] حبى: اسم امرأة كانت تحت رجل اسمه مالك.

[2] الرسفان: المشي الوئيد يمشيه المقيد في قيده.

[3] الأنزع: من انحسر شعره عن جبينه و قفاه.

[4] يريد بالمصراع الأول أنه كليل العزم و السيف غير كليل الناب و الضرس. الأكيبد: تصغير أكبد بمعنى مصاب في كبده، مبطان العشيات: كثير الأكل ليلا، أروع: من الروع، و هو الخوف، أي جبان.

[5] اللحيان: العظمان اللذان ركبت فيهما الأسنان العلوية و السفلية، و المصراع الأول كناية أيضا عن البطنة، هشوا: سروا و انشرحت صدورهم، الفعال- بفتح الفاء- الكرم و الفعل الحميد، تقنع: أخفى وجهه و غطاه بغشاء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست