مرّ أبو الحارث جمين يوما
بسوق المدينة، فخرج عليه رجل من زقاق ابن واقف بيده ثلاث سمكات قد شقّ أجوافها: و
قد خرج شحمها، فبكى أبو الحارث، ثم قال: تعس الذي يقول:
فلم تر عيني مثل سرب
رأيته
خرجن علينا من زقاق بن واقف
و انتكس و لا انجبر، و
اللّه لهذه السمكات الثلاث أحسن من السرب الذي وصف.
و أحسب أن هذا الخبر مصنوع
لأنه ليس بالمدينة بزقاق ابن واقف، و لا بها سمك، و لكن رويت ما روي.
حبىّ ترثى لحاله
: و قال حماد بن إسحاق عن أبيه أنّ ابن كناسة قال:
مرّ بهدبة على حبيّ [1]؛
فقالت: في سبيل اللّه شبابك و جلدك و شعرك و كرمك؛ فقال هدبة:
[4]
يريد بالمصراع الأول أنه كليل العزم و
السيف غير كليل الناب و الضرس. الأكيبد: تصغير أكبد بمعنى مصاب في كبده، مبطان
العشيات: كثير الأكل ليلا، أروع: من الروع، و هو الخوف، أي جبان.
[5]
اللحيان: العظمان اللذان ركبت فيهما
الأسنان العلوية و السفلية، و المصراع الأول كناية أيضا عن البطنة، هشوا: سروا و
انشرحت صدورهم، الفعال- بفتح الفاء- الكرم و الفعل الحميد، تقنع: أخفى وجهه و غطاه
بغشاء.