: أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثني أحمد بن زهير قال:
حدثنا مصعب بن عبد اللّه عن أبيه قال:
افتعل عمرو بن الزبير
كتابا عن معاوية إلى مروان بن الحكم بأن يدفع إليه مالا، فدفعه إليه، فلما عرف معاوية
خبره كتب إلى مروان بأن يحبس عمرا حتى يؤدّي المال، فحبسه مروان، و بلغ الخبر عبد
اللّه بن الزبير، فجاء إلى مروان و سأله عن الخبر، فحدّثه به، فقال: ما لكم في
ذمتي، فأطلق عمرا، و أدّى عبد اللّه المال عنه، و قال: و اللّه إني لأؤديه عنه و
إني لأعلم أنه غير شاكر، ثم تمثّل قول أمية بن الأسكر الليثيّ:
/
فلو لا تأسّينا و حدّ رماحنا
لقد جرّ قوم لحمنا تربا قضّا
سيدان يخطبان بنتا له و
يتفاخران في الظفر بها
: و قال ابن الكلبيّ: حدثنا بعض بني الحارث بن كعب قال:
اجتمع يزيد بن عبد المدان
و عامر بن الطّفيل بموسم عكاظ، فقدم أمية بن الأسكر، و معه بنت له من أجمل أهل
زمانها، فخطبها يزيد و عامر، فقالت أمّ كلاب امرأة أمية: من هذان الرجلان؟ قال:
هذا ابن الديّان، و هذا عامر بن الطفيل. قالت: أعرف ابن الديّان، و لا أعرف عامرا.
قال: هل سمعت بملاعب [2] الأسنة؟ قالت: نع و اللّه. قال: فهذا ابن أخيه.
و أقبل يزيد فقال: يا
أميّة أنا ابن الديان، صاحب الكثيب، و رئيس مذحج، و مكلّم العقاب، و من كان يصوب
أصابعه فتنطف دما، و يدلك راحتيه فتخرجان [3] ذهبا. قال أمية: بخ بخ.
فقال عامر: جدّي الأحزم، و
عمّي أبو الأصبع، و عمّي ملاعب الأسنة، و جدّي الرّحّال، و أبي فارس قرزل.
قال أمية: بخ بخ، مرعى و
لا كالسّعدان [4]، فأرسلها. مثلا.
فقال يزيد: يا عامر، هل
تعلم شاعرا من قومي رحل بمدحه إلى رجل من قومك؟ قال: لا، قال: فهل تعلم أن شعراء
قومك يرحلون بمدحهم إلى قومي؟ قال: نعم. قال: فهل لك نجم يمان أو برد يمان أو سيف
يمان أو ركن يمان؟ فقال: لا، قال: فهل ملكناكم و لم تملكونا؟ قال: نعم، فنهض يزيد
و قام، ثم قال:
[1]
الشوائل: جمع شائلة، و هي التي أتى
على حملها سبعة أشهر، و الحمض: نبت ترعاه الإبل. و في ب، س، السوالك و المحضا».